اعتراف ابن رشد أن علو الله على خلقه من أظهر مسائل الشريعة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال ابن رشد الحفيد في الكشف عن مناهج
الأدلة ص145 :” القول في الجهة، وأما هذه الصفة فلم يزل أهل الشريعة، من أول
الأمر، يثبتونها لله سبحانه وتعالى، حتى نفتها المعتزلة، ثم تبعهم على نفيها
متأخرو الأشعرية، «كأبي المعالي» ومن اقتدى بقوله، وظواهر الشرع كلها تقتضي إثبات
الجهة، مثل قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [طه: 5] ومثل
قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: 255] ومثل
قوله: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17) } [الحاقة:
17] ومثل قوله تعالى: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ
يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا
تَعُدُّونَ  } [السجدة: 5] ومثل قوله: {تَعْرُجُ
الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج: 4] ومثل قوله: {أَأَمِنتُم مَّن
فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) } [الملك:
16] إلى غير ذلك من الآيات، التي إن سلط التأويل عليها عاد الشرع كله مؤولًا، وإن
قيل فيها: إنها من المتشابهات عاد الشرع كله متشابهًا، لأن الشرائع كلها مبنية على
أنَّ الله في السماء، وأن منها تنزل الملائكة بالوحي إلى النبيين، وأنَّ من السماء
نزلت الكتب، وإليها كان الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم، حتى قرب من سدرة
المنتهى» قال: «وجميع الحكماء: قد اتفقوا على أن الله والملائكة في السماء، كما
اتفقت [جميع] الشرائع على ذلك، والشبهة التي قادت نفاة الجهمية إلى نفيها؛ هي أنهم
اعتقدوا أن إثبات الجهة يوجب إثبات المكان، وإثبات المكان يوجب إثبات الجسمية،
ونحن نقول: إن هذا كله غير لازم، فإن الجهة غير المكان”

أقول : تأمل نقل هذا الفيلسوف الذي يتكلف
الجمع بين الشرع والفلسفة إجماع أهل الملل والفلاسفة على علو الله واعتباره هذه
المسألة أظهر مسائل الدين بحيث أنك إذا أولتها أو جعلتها من المتشابهات عادت
الشريعة كلها مؤولة ومتشابهة

وهذا النقل الذي أقره ابن تيمية وابن
القيم يفيدنا في الرد على من جعل مسألة العلو من المسائل الخفية

أو من تناقض فمنع من الترحم على الواقعين
في البدع المكفرة ثم هو يترحم على منكري العلو

وليعلم أن المسلمين واليهود والنصارى
وعباد الأوثان اتفقوا على مسائل أنكرها الجهمية الأشعرية

فكلهم متفق أن الله في السماء والأشعرية
الجهمية ينكرون

وكلهم متفق على أن الله عز وجل لا يفعل
إلا لحكمة والأشعرية الجهمية ينكرون هذا

واتفق المسلمون واليهود والنصارى على أن
الله خلق آدم على صورته ( وزاد اليهود والنصارى التشبيه ) وأما المعطلة فأنكروا
ذلك

واتفقوا على أن لله يداً غير أن اليهود
قالت يد الله مغلولة فجاءت الجهمية الأشعرية فأنكرت أن الله يداً أصلاً 

بل منكري العلو أنفسهم يقرون به عند الشدائد أو في قرارة أنفسهم لدلالة الفطرة على ذلك 

قال ابن تيمية في الدرء :”  فالنفاة لعلو الله إذا حزب أحدهم شدة وجه قلبه إلى العلو يدعو الله.
ولقد كان عندي من هؤلاء النافين لهذا من هو من مشايخهم، وهو يطلب مني حاجة، وأنا أخاطبه في هذا المذهب كأني غير منكر له، وأخرت قضاء حاجته حتى ضاق صدره، فرفع طرفه ورأسه إلى السماء، وقال: يا الله، فقلت له: أنت محق، لمن ترفع طرفك ورأسك؟ وهل فوق عندك أحد؟ فقال: أستغفر الله، ورجع عن ذلك لما تبين له أن اعتقاده يخالف فطرته، ثم بينت له فساد هذا القول: فتاب من ذلك، ورجع إلى قول المسلمين المستقر في فطرهم”


رحم الله ابن تيمية كم هدى الله به من غاو

وهؤلاء الذين فتكوا بعقائد الأمة وعلموا
عوام المسلمين الكفر يعقد عليهم الجهلة الولاء والبراء حتى رأيت كتابة للمفتي بقتل
النساء سابقاً _ وقد تاب _ أبي قتادة الفلسطيني يتهم فيها أئمة الدعوة بالغلو
لتكفيرهم الدولة العثمانية القبورية الجهمية القانونية !

كما أنه نافح عن دولة الأشعرية الأيوبية

فهذا قدر التوحيد عنده والله المستعان

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم