ففي وقت الصيام حيث يترك المرء طعامه وشهوته لرضا الله عز وجل أجد هذه
الفائدة مناسبة
قال ابن القيم في الفوائد ص107 :” (فائدة جليلة)
إنما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله.
أما من تركها صادقا مخلصا في قلبه لله فانه لا يجد في تركها مشقة إلا في
أول وهلة ليمتحن أصادق هو في تركها أم كاذب, فان صبر على تلك المشقة قليلا استحالت
لذة.
قال ابن سيرين: سمعت شريحا يحلف بالله ما ترك عبد لله شيئا فوجد فقده.
وقولهم:[ من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه ] حق, والعوض أنواع مختلفة, وأجلّ ما
يعوض به الأنس بالله ومحبته, وطمأنينة القلب به, وقوته ونشاطه وفرحه ورضاه عن ربه تعالى
“
وقد جاء الصيام ليعودك هذا الخلق الجليل ترك شهوة النفس إرضاءً للخالق.
فمن ترك المباح النافع واستمرأ
ذلك ارضاءً لله فكيف لا يترك الحرام الضار إرضاءً له سبحانه وهو يثيبك حلاوة القرب
والأنس به في الدنيا و يثيبك في الآخرة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب
بشر .
أما إنك إن صمت عن الشهوات وكنت
موحداً كان فرحك يوم القيامة بفضل الله ورحمته أعظم من فرح الصائم عند الفطر بل لا
مقارنة بين الفرحتين ، وقد جعل لك هذا مثلاً لذاك عسى أن تتفكر وتعتبر
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم