قام رجل من الأعاجم النصارى في الأندلس يدعى ابن غرسية بكتابة رسالة عاتب فيها أميراً وأزرى فيها على العرب وفضل العجم
فانبرى له مجموعة من الكتاب والأدباء المسلمين وكتبوا عليه ردوداً استوقفني فيها عدة أمور
جاء في رسالة أبي يحيى ابن سعدة في الرد عليه :” وجشتم بما فضحت قومها غامد، الجوهر وروح القدس وابن الإنسان إله واحد، صمّى صمام، لا بالصماخ ولا الصمام بالحرا تألفت لكم تلك الأقانيم الثلاثة في قرون من الدهر، وقد كان بين أقنومين منها بزعمكم سبعمائة شهر. لقد ضل أقنوم بين سنودسين، واتحد أهل التكليف منكم خلال اتحاد الكلمة بالنفسين، وليتها كانت تسعة فانقرض عليها جيلكم، وانقرض من الاختلاق إنجيلكم. يا قرب ما تلفقت لكم هذه الألوهة دون تكليف، وتنزهت وحدانيتها عن التأليف بالتسويف. وعلى أنّ الجاثليق قد أتاكم في الزيادة عليها ببعض القول، ورد فرض أحكامكم المنسوخة إلى العَول. كفى ما بين الملكانية والنسطورية من فسادٍ في الوضع،واختلاف في الأناجيل الأربعة بغير إسناد ولا قطع، لهؤلاء جزء من الإله ولهؤلاء جزء، أليس هذا يا هزأة عين الفكاهة والهزء.
وحاطب جاء بعارٍ يحطب … بفيه من ذاك حجار الأثلب
ثم مالكم، ويلكم، توسعتم في الكيان، وضايقتم معبودكم بتضايق المكان، ونقلتموه من عالم العقل إلى عالم الحس، وأفردتموه من الإنسانية عن روح القدس، فنقضتم الأسلوب، وقستم الجمع المربوب، وعبدتم منه الجزء المصلوب. أبدع بهذا البدع، وأقدر بشعب هذا الصدع، وأقذر بالسب واللذع، وأحقر بأمة لم تنقذ معبودها من الجذع، أتظنونه أعفاكم من طلب ثأره”
هنا يعيره باختلاف نسخ الأناجيل وعدم وجود أسانيد لها وأنهم ما قالوا بعقيدة الأقانيم الثلاثة إلا بعد سنين من الأبحاث ثم جعلوها الإيمان الذي لا نجاة إلا به والرجل مع كونه أديباً إلا أنه اطلاعه طيب في هذه الأبواب وهذا يبين المستوى الثقافي العالي للأدباء آنذاك مع معرفة بطرق الحجاج
وقال :” لقد ذهبتم من العار بجمه ورُمِّه، والفحل السوء ببدأ بأمه. في الفرق بين السرارى والهيرات، وخبرهن الذائع وأبنائهن الأنبياء والخلفاء والسادة السراة، ما يرفع الالتباس، ويعرّف بمنجبات الناس. وسل عن سبط داود وسليمان، وبني عبد المطلب وخلائف بني العباس. على أن العرب لا تترجح للأمهات، ولا تتبجح بذكر الحرمات، ولا رضيت الشغار كفعلكم بالبنات، بل وأدتها للحفيظة هبرا، ووردت بها حياض الثكل صبرا، واختارت لهن جنن القبور صهرا”
وهنا يعيره أن في كتابهم المقدس ذكر الزنا في المحارم في أبناء داود أو سليمان مما لا تعرفه العرب في نسب بني هاشم وبهذا يكونون مرجحين للنسب النبوي على أنسابهم مع الاشتراك في الابراهيمية
ويقول :” أتراها من الاثنى عشر ألفاً بغين، ببلاد الأرمن، حاضرة ملككم، وسميساط واسطة سلككم، اللائي حظرهن طاغيتكم عن التزويج، وأباح فروجهن لغراميل العلوج، بوظيفة دينارين ونصف دينار في السنة على كل واحدة وقفها على مأكله ومشربه، وجعلها سنة باقية في عقبه”
وهنا يعيره بانتشار الدعارة في ديارهم وعلى عين القس الكبير وهذا لا زال فيهم بل زادوا إلى اللواط ونكاح الحيوانات ومنهم من يمنعه
ومن أحسن ما قال في رسالته :” بهذا النبي الأمي، السيد العربي، نفاخر البشر، ونكاثر المطر، ونناظر الشمس والقمر، صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وأصهاره، وصحبه وأنصاره، وحزبه، ومن مات على حبه”
وإنما يفخر به حقاً من اتبعه
ورد عليه أبو الطيب بن منّ الله القروي فكان مما قال في رسالته :” تبيحون ولوج العلوج _ الرجال ، على بدور الخدور النساء _، الزنا، عندكم سنا، والفجار”
فتأمل هذا خلقهم منذ القديم واليوم يريدون تعميمه على كل البشر لما سادوا باسم الحرية وهي شهوانية كانوا يعيرون بها في القديم وما فشا فيهم الزنا حتى عدوه حرية بعد استقباحهم له إلا من تساهلهم في ذرائعه حتى وصل فيهم الأمر إلى مضاجعة البهائم وإلى الأفلام الإباحية وغيرها من البلاء المقزز وقد انتشر بينهم الخيانات الزوجية فكم من رجل ينشيء في بيته ابن غيره ، واعجب أن ما كان أسلافنا يعيرون به القوم صار عند البعض اليوم تقدماً