قال مسلم في صحيحه [29-(2692)]: “حدثني محمد بن عبد الملك الأموي، حدثنا عبد العزيز بن المختار، عن سهيل، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «من قال: حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده، مائة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة، بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه»”.
قوله ﷺ: «أو زاد عليه» فهم منه عدد من الشراح جواز الزيادة على المائة، كما هو ظاهر.
وأن هذا الذكر بالأخص (ومنهم من عمَّم على غيره) يجوز فيه الزيادة، ويكون ذلك من السنة، فالضير في النقص لا الزيادة.
وهذا أمر يغفل عنه كثير من أهل الخير ممن يواظب على هذا الذكر من مدة طويلة.
أنه لو زاد عشراً أو عشرين أو أكثر وداوم عليها «أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل»، فإن ذلك يأتي له بأجر عظيم تراكمياً.
وكثير من كروت الأذكار تعمل التنبيه على مشروعية الزيادة في هذا الذكر، خصوصاً إن لم تذكر اللفظ النبوي.
ولا تبخل على نفسك، بل لا يضر إن زدت عشراً، ثم إن استمررت زدها قليلاً وهكذا.
وهذا كأمر تسبيحات الركوع والسجود، يظن كثير من الناس أنها لا تشرع إلا ثلاثاً، والواقع أن الزيادة مشروعة.
وكذلك بين السجدتين «ربِّ اغفر لي، ربِّ اغفر لي» يظن كثير من الناس أنها مرتين فقط، والواقع أنها أكثر من ذلك، فلو عود المرء نفسه الزيادة في مثل هذه على ما اعتاده ولو قليلاً، فإنه تراكمياً يكون شيئاً عظيماً يجده عند الله عز وجل.
ولا تحقرن من المعروف شيئاً.
فلو وضعتَ في حصالة لك كل يوم ديناراً، لأوشكت أن تجد بعد زمن ثروةً فيها، وكذلك هذه الحسنات المستصغرة المتراكمة.