أنت في واد وعلي بن أبي طالب في واد يا عدنان

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قد يستغرب بعض الناس من كثرة ردودي على
عدنان إبراهيم ولكن الرجل له متابعون وقد استعانت به أقذر فئة على وجه الأرض وهم الليبراليون
السعوديون ومع الأسف قبل هذا العرض فصار لا بد من كشفه وتتبعه

عدنان إبراهيم في خطبته المجاز علاجاً
وهو يزهد في القرآن حيث ادعى أن كل واحد يتسلط بفهمه على القرآن لهذا كل الخلافات خلافات
أفهام متأثرة بالثقافة المسبقة للقاريء

ولا أدري هل قرأ في القرآن قوله تعالى
: ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول )

وقوله تعالى في القرآن أنه تبيان لكل
شيء وشفاء لما في الصدور ، ولا يستدل أحد بالقرآن على هواه إلا والقرآن يفضحه وبسط
هذا يطول

وأما نقطة التسلط بالثقافة فهذا ينطبق
على أطروحاته ولكننا إذا اتبعنا السلف الذي عاشوا في محيط مختلف وزمن مختلف فنحن معصومون
من هذه التهمة

والسلف عاشوا في بلدان مختلفة تغطي ثلث
العالم تقريباً  ومع ذلك كانوا يتفقون وأيضاً
عاشوا في أزمنة متفرقة

قال أبو المظفر السمعاني: “ومما
يدل على أن أهل الحديث هم على الحق أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولهم إلى آخرهم،
قديمهم وحديثهم مع اختلاف بلدانهم وزمانهم وتباعد ما بينهم في الديار، وسكون كل واحد
منهم قطراً من الأقطار؛ وجدتهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد، يجرون
فيه على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون فيها، قولهم في ذلك واحد وفعلهم واحد لا ترى
بينهم اختلافاً ولا تفرقاً في شيء ما وإن قل، بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم ونقلوه
عن سلفهم، وجدته كأنه جاء من قلب واحد، وجرى على لسان واحد، وهل على الحق دليل أبين
من هذا؟ قال الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ
غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)} (1)، وقال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ
إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ
إِخْوَانًا}”

وفي هذا السياق استدل عدنان بأثر مكذوب
على علي بن أبي طالب

وهو قوله : (  وهذا القرآن إنما هُوَ خط مسطور بين دفتين، لا ينطق)

وسأذكر الأثر كاملاً بسنده ومتنه

قال الطبري في تاريخه قَالَ أَبُو مخنف
فِي حديثه عن أبي جناب، عن عمارة بن رَبِيعَة، قَالَ:

ولما قدم علي الْكُوفَة وفارقته الخوارج،
وثبت إِلَيْهِ الشيعة فَقَالُوا: فِي أعناقنا بيعة ثانية، نحن أولياء من واليت، وأعداء
من عاديت، فَقَالَتِ الخوارج:

استبقتم أنتم وأهل الشام إِلَى الكفر
كفرسي رهان،

وذكر خبراً طويلاً وفيه : قَالُوا لَهُ
_ يعني الخوارج _ : فخبرنا أتراه عدلا تحكيم الرجال فِي الدماء؟

فَقَالَ: إنا لسنا حكمنا الرجال، إنما
حكمنا القرآن، وهذا القرآن إنما هُوَ خط مسطور بين دفتين، لا ينطق، إنما يتكلم بِهِ
الرجال، قَالُوا: فخبرنا عن الأجل، لم جعلته فِيمَا بينك وبينهم؟ قَالَ: ليعلم الجاهل،
ويتثبت العالم، ولعل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يصلح فِي هَذِهِ الهدنة هَذِهِ الأمة ادخلوا
مصركم رحمكم اللَّه! فدخلوا من عِنْدَ آخرهم.

فكلمة علي بن أبي طالب رد على الخوارج
حيث يلزمهم بفهم الصحابة للقرآن ولم يقل لهم لكم فهمكم ولي فهمي

وهذا الخبر انفرد لوط بن يحيى أبو مخنف
كذاب

قال الذهبي في الميزان :” 6992
– لوط بن يحيى، أبو مخنف، أخباري تالف، لا يوثق به.

تركه أبو حاتم وغيره.

وقال الدارقطني: ضعيف.

وقال ابن معين: ليس بثقة.

وقال – مرة: ليس بشئ.

وقال ابن عدي: شيعي (1) محترق، صاحب أخبارهم.

قلت: روى عن الصعق (2) بن زهير، وجابر
الجعفي، ومجالد.

روى عنه المدائني، وعبد الرحمن بن مغراء.”

وحتى الجاحظ المعتزلي اتهمه بتوليد الأخبار 

ونظير هذا الاستدلال المستمر بعدم تكفير علي للخوارج الذين كفروه وهذا حق وهو يخالف منهجهم مع الغلاة 

ولكن علياً نفسه كفر مانعي الزكاة وقاتلهم فلم الاجتزاء ؟ 

هذا وصل اللهم على محمد
وعلى آله وصحبه وسلم