قال أحمد في مسنده 7750 : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا
هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
” الْفَأْرَةُ مَمْسُوخَةٌ، بِآيَةِ أَنَّهُ يُقَرَّبُ لَهَا لَبَنُ
اللِّقَاحِ فَلَا تَذُوقُهُ، وَيُقَرَّبُ لَهَا لَبَنُ الْغَنَمِ فَتَشْرَبُهُ – أَوْقَالَ:
فَتَأْكُلُهُ – ” فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ: أَشَيْءٌ سَمِعْتَه مِنْ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَفَنَزَلَتِ التَّوْرَاةُ عَلَيَّ؟
وهذا إسناد صحيح ، وكنت قد كتبت في جمعي لآثار ابن عباس مقدمة عرضت فيها
، لرد دعاوي المتوسعين في دعوى أن الصحابة يأخذون عن بني إسرائيل ، ويحدثون بها جازمين
وفيها ما يخالف الشرع وبينت بطلان هذا بالأدلة
وكان قد فاتني هذا البرهان ، فإن أبا هريرة هنا حدث بالخبر موقوفاً ولم
يرفعه ، اكتفاءً بأن الناس يعرفون أن مثل هذا إنما أخذوه عن النبي صلى الله عليه وسلم
كشأن غيره من الصحابة
فسأله كعب مستفسراً هل سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ، فرد عليه أبو
هريرة متعجباً ( أَفَنَزَلَتِ التَّوْرَاةُ عَلَيَّ)
يعني من أين آتي بهذه الأخبار إن لم أكن أخذتها من النبي صلى الله عليه
وسلم ، وهذا الخبر لو لم يرفعه أبو هريرة لتجرأ كثيرون على دعوى أنه إسرائيلية بحجة
أنه يتحدث عن بني إسرائيل !
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم