أديسون وتسلا

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

كثير من الناس يظنون أن إديسون هو مكتشف التيار الكهربائي الحالي والواقع أن مكتشفه هو تسلا وإديسون أصلاً حارب تيار تسلا لأنه كان عنده تيار آخر وقصة نيكولا تسلا مشجية في الواقع

جاء في كتاب قواعد السيطرة ل روربرت جرين :” كان نيقولا تسلا وهو عالم صربي شاباً في عام 1883 وكان يعمل في الفرع الأوروبي لشركة إديسون عبر القارات ، وقد أقنعه تشارلز باتشلر وكان صديقاً شخصياً لإديسون بأن يبحث له عن مستقبل في أمريكا وأعطاه خطاب توصية لإديسون ومن وقتها بدأ تسلا حياة من الكرب والمحن التي لم تنته حتى مماته .
حين تعرف إديسون على تسلا عينه فوراً ، وأخذ تيسلا يعمل ثمان عشر ساعة يومياً لابتكار طرق جديدة لتطوير مولد كهرباء إديسون البدائي وفي النهاية قرر أن يعيد تصميمه بالكلية وقد رأى إديسون أن ذلك عمل ضخم يمكن أن يستمر لسنوات قد تضيع دون فائدة لكنه أخبر تسلا ( سأمنحك خمسين ألف دولاراً إن نجحت في هذا الابتكار ) عمل تسلا ليل نهار وبعد عام واحد استطاع تحسين المولد تحسيناً كبيراً وجعله يعمل بتحكم آلي ، فذهب إلى إديسون يزف إليه الأخبار ويطالبه بالخمسين ألف دولار فرح إديسون بالتطوير لأن الفضل كان سيعود عليه وعلى شركته وأما فيما يخص المال فقد قال للشاب تيسلا : أنت لم تفهم حس الدعابة الأمريكية . ومنحه بدلاً من ذلك علاوة صغيرة .

كان تسلا متحمساً لاستخدام التيار المتردد بينما كان إديسون مصراً على التيار المستمر ، ولم يرفض دعم أبحاث تيسلا فحسب بل فعل كل ما بوسعه لتدمير تسلا شخصياً ، فتوجه تسلا طالباً دعم قطب الصناعة في بيتسبرج جورج وستنجهاوس وكان قد أقام شركته الخاصة للكهرباء فدعم وستنجهاوس أبحاثه دعماً كاملاً وتعاقد معه على نسبة مما يتأتى من المشروع من أرباح في المستقبل التيار المتردد الذي طوره تسلا هو الذي ما زال نستخدمه إلى اليوم ( وننسب الفضل لإديسون الذي كان يحاربه ) ! لكن بعد أن سجل تسلا حق الاختراع باسمه تقدم علماء كثيرون يدعون أنهم من أعطوا لتسلا أساس المشروع وفي وسط هذا اللغط نسي اسم تسلا ونسب الاختراع إلى وستنجهاوس نفسه

بعد عام تورط وستنجهاوس في دعوى استيلاء قدمها ج. بيبونت مورجان مما جعله يلغي تعاقد النسبة الذي أعطاه لتسلا ، وبرر ذلك للشاب أن الشركة سوف تفلس إن أعطاه كامل حقوقه وأقنعه بأن يشتري منه حق الاختراع بمبلغ 216000 دولار وهو كبير بلا شك ولكنه أقل بكثير من 12 مليون دولار المستحقة بمعايير ذلك الزمن ، وهكذا سلب الممولون من تسلا المال وحق الاختراع والعرفان عن أهم ابتكار في حياته

من ناحية أخرى يربط اسم جوجليومو ماركوني باختراع الراديو لكن القليلين هم من يعرفون أن في بثه الأول عبر القناة الإنجليزية عام 1899 استخدم ماركوني اختراعاً مسجلاً باسم تسلا عام 1897 وأن الفضل في هذا البث يعود لأبحاث تسلا مرة أخرى لم يحصل تسلا على المال والتقدير اخترع تسلا محركا يعمل بالحث الكهربائي ونظام التيار المتردد وكان الأب الحقيقي للراديو ولكن أيا من الاختراعات لم يحمل اسمه وفي شيخوخته عانى من الفقر حتى مات “

ثم قال الكاتب بعد عدة صحف :” كان إديسون نقيضاً لتسلا فلم يكن بالفعل مخترعاً فذاً فقد قال ذات مرة أنه لا يحتاج لإن يكون خبيراً بالرياضيات لأنه يستطيع أن يوظف خبيراً إذا أراد كانت تلك المنهجية الأساسية عند إديسون كان رجل أعمال ودعاية يقتنص الفرص ويتعرف على صيحات العصر ثم يوظف من يبرعون في هذه الأمور ليعملوا من أجله وكان يسرق من منافسيه إن تطلب الأمر لكن اسمه أشهر من اسم تسلا وإليه تنسب اختراعات عديدة “

تأمل دائماً يذكرون أمر الاختراعات بإجلال ولكن المخترعين أنفسهم لم يستطيعوا تحقيق السعادة من خلال هذه الاختراعات لما غابت الأخلاق بغياب الورع والتدين الحقيقي وقارن بين حال ابن سينا مثلاً والذي دائماً يتباكون عليه في ثرائه الفاحش وحال تسلا مع كل إنجازاته لتعلم من الذي يقدر العلم حقيقة
وكما أن اسم تسلا غاب كثيراً فهناك مخترع المصباح البصلي ومخترع نظام التزييت التلقائي في المحركات ومخترع الإشارة المرورية عامتهم مجهولون لكثير من المثقفين وإديسون المحتال أشهر منهم لسبب بسيط أنهم من السود وهو أن دارون الذي لم يخترع شيئاً في حياته أو يكتشف اكتشافاً ذا بال سوى شراشير دارون أقنع الناس أن السود أقرب للقرود فمن الصادم ذكر مخترعين منهم ، كما أن صاحب فكرة الحمام عند الغربيين رجل هندي مرتد للنصرانية اسمه محمد باث وإلى اليوم ينسبون الأمر له فيقولون باث روم