فمن الأطروحات الحادثة في هذا العصر قول بعضهم جنس البدع شر من جنس المعاصي
وأنه قد يوجد من المعاصي ما هو شر من البدع مخالفين بذلك لإطلاق السلف أن البدعة شر
من المعصية
قال ابن وضاح في البدع ص43نا أسد قال نا محمد بن الفضيل عن أبي بكر بن
عياش قال كان عندنا فتى يقاتل ويشرب وذكر أشياء من الفسق ثم أنه تقرأ فدخل في التشيع
فسمعت حبيب بن أبي ثابت وهو يقول لأنت يوم كنت تقاتل وتفعل ما تفعل خير منك اليوم.
وهذا إسناد جيد وحبيب بن أبي ثابت تابعي جليل
وهذا الماجن قد ذكر عنه بعض أكبر الكبائر كالقتل وشرب الخمر ، وأما البدعة
التي دخل فيها فهي التشيع ، والتشيع الذي لم يصل إلى الرفض ( وهو الغالب على حال ذلك
العصر ) من أخف البدع وقد اتفقوا على أنه لا يصل إلى الكفر وقد وقع فيه كثيرون ، ومع
هذا كله قال له حبيب بن أبي ثابت ما قال
قال ابن القيم في مدارج السالكين (1/322) :” وقال مالك بن مغول :
الكبائر ذنوب أهل البدع والسيئات ذنوب أهل السنة قلت : يريد أن البدعة من الكبائر وأنها
أكبر من كبائر أهل السنة فكبائر أهل السنة صغائر بالنسبة إلى البدع وهذا معنى قول بعض
السلف “
وقال أبو بكر الزبيري في فوائده 64 – قَالَ: وَسَمِعْتُ الرَّبِيعَ، يَقُولُ:
سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: لأَنْ يَلْقَى اللَّهُ الْعَبْدَ بِكُلِّ ذَنْبٍ خَلا
الشِّرْكِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَلْقَاهُ بِشَيْءٍ مِنَ الأَهْوَاءِ
ولهذا الخبر طرق عديدة عن الشافعي وهو صحيح وهو في معنى أثر حبيب السابق
، وكذا آثار السلف في هذا الباب كلها على نسق واحد لا يتخلف منها شيء
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم