فينشر بعض الناس عن الإمام مالك أنه قال :”
إذا رأيت الرجل يسب ويشتم، فاعلم أنه معلول النية؛ فإن الحق لا يحتاج لمثل هذا “
والواقع أن هذا الكلام على حسنه ليس مما
يشبه كلام الإمام مالك وقد بحثت عنه فلم أجده
وليعلم أن عياضاً الملقب بالقاضي قد انفرد
بأمور كثيرة في ترجمة مالك في موطأ أغرب فيها حتى على من عني بجمع أخباره ممن تقدم
كابن أبي حاتم في التقدمة وأبي نعيم في الحلية
ومثال ذلك قوله في ترتيب المدارك :” قال
أحمد بن حنبل: قال مالك ما جالست سفيهاً قط.
وهذا أمر لم يسلم منه غيره.
قال أحمد ليس في فضائل العلماء أجل من هذا”
فهذا لا يوجد في شيء من كتب أحمد الموجودة
ولا نقله عنه أحد من الحنابلة أو من عني بجمع أخباره وبين عياض والإمام أحمد مفاوز
وكذلك بينه وبين مالك ( قرون طويلة) وهو لا يتحرى الصحة فيما يروي فقد ذكر ذلك الخبر المنكر عن
مالك في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم
وقول الإمام أحمد الذي عزاه إليه عياض
بأنه لم يسلم أحد من مجالسة السفهاء إلا مالك قول غريب
فقد روى أبو زرعة الدمشقي في تاريخه حدثنا
علي بن عياش قال: حدثنا عطاف بن خالد قال: قيل لزيد بن أسلم: عمن يا أبا أسامة ؟
قال: ما كنا نجالس السفهاء، ولا نحمل عنهم.
فقد حصل هذا لزيد بن أسلم وهو دأب عامة
أهل العلم في ذلك الوقت ولا شك
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم