أبناء يزيد بن معاوية الصلحاء !

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

أبناء يزيد بن معاوية الصلحاء !

عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي القرشي الرجل الصالح رحمه الله …

سمع من بعض الصحابة وأرسل حديثاً وروى عنه جماعة من أهل العلم

و قال مصعب بن عبد الله الزبيرى : كان رجلا صالحا .

و قال أبو زرعة الدمشقى : معاوية و عبد الرحمن و خالد بنو يزيد بن معاوية إخوة، و كانوا من صالحى القوم .

قال يعقوب في المعرفة والتاريخ : حدثنا سعيد حدثنا ضمرة عن رجاء عن الوليد بن هشام قال:
قدم عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية على عمر بن عبد العزيز، فرفع إليه ديناً عليه أربعة آلف دينار ( يعني أن عليه ديناً يستعين على قضائه )
فوعده بقضاء ذلك عنه، فقال له: وكّل أخاك الوليد بن هشام وانصرف إلى أهلك.
قال الوليد: فتقاضيته ذلك.
قال: فقال لي: قد بدا لي أن أقضي على رجل واحد أربعة آلف دينار، ولئن كنت أعلم أنه إنما أنفقها في خير.
( يعني استثقلت أن أعطي رجلا هذا المبلغ ثم شهد له أنه يعلم أن مثله ينفق في الخير )
قال: قلت يا أمير المؤمنين فأين ما كنا نتحدث أن من أخلاق المؤمن أن ينجز ما وعد.
فقال لي: ويحك يا ابن هشام وقد وضعتني بهذا الموضع…!

قال أبو زرعة الدمشقي في تاريخه : حَدَّثَنِي هِشَامٌ قال: حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ مُغِيرَةَ عَنْ رَجَاءَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ:
كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَرِقُّ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، لِمَا هُوَ عَلَيْهِ مِنَ النسك…!

أقول : وكذلك أخوه خالد وأخوه معاوية وإن كان هو أصلحهم وكذلك أختهم عاتكة مشهورة بالصلاح والعفة والقناعة مع كونها بنت ملك وزوجة ملك وأم ملك

وكونهم جميعا من الصالحين نبه عليه أبو زرعة الدمشقي في كلامه المذكور أعلاه

وهذه من العجائب أن يكون يزيد بن معاوية كل أبنائه من الصالحين وهذا يوحي لك أن كثيرا مما يذكر عن الرجل مما وضعه بعض الناس الذين يظنون أنهم ينتصرون لأهل البيت والحق لا ينصر بالكذب ويزيد ما كان صالحا غير أنه أيضا ما كان زنديقا كما يدعي البعض

ولَك أن تتعجب أن يكون هؤلاء الذين نشأوا في قصر ملك على هذه الحال من الصلاح والتقوى فيبدو أن الأمر لا كما يتوهم المتوهمون قياسا على أحوال غيرهم من أهل هذا العصر أو ممن جاء بعدهم وهؤلاء لا مصلحة لأحد بمدحهم فقد ذهب ملك أبيهم وما ورثه منهم وحالهم يحرج غيرهم

وأختم بخبر لعبد الرحمن بن يزيد بن معاوية

قال ابن أبي الدنيا في قصر الأمل [ 77 ]:
حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن حاتم بن بزيع، وغيره، قالوا: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، عن المعتمر بن سليمان، قال :
قال عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية – وكان له حظ من دين وعقل –
فقال لبعض أصحابه: أبا فلان، أخبرني عن حالك التي أنت عليها، أترضاها للموت؟
، قال: لا
قال: فهل أزمعت التحويل إلى حال ترضاها للموت؟
قال: لا والله ما تاقت نفسي إلى ذلك بعد
قال: فهل بعد الموت دار فيها معتمل؟
قال: لا
قال: فهل تأمن أن يأتيك الموت وأنت على حالك هذه؟
قال: لا
قال: ما رأيت مثل هذه حالا رضي بها وأقام عليها – أحسبه قال : عاقل.

أقول : لو أنك أخذت هذا الكلام ونسبته للصادق أو الباقر وحدثت به رافضيا لقال لك هذه حكمة لا تخرج إلا من نبي أو وصي!