آثار مشهورة منتشرة عن عمر بن الخطاب ولا تصح …

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فهذه مجموعة من الآثار المنتشرة في مواقع الانترنت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولا تصح وأسانيدها شديدة الضعف أو لا أسانيد لها

1- ( الزهد في الدنيا راحة القلب والبدن)

قال ابن أبي الدنيا في الزهد 217 – حدثنا عبد الله ، قال : ثنا محمد بن صالح ، قال : ثنا بقية بن الوليد ، عن محمد بن مرة التستري ، قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : الزهد في الدنيا راحة القلب والبدن

أقول : محمد بن مرة مجهول عين وبقية مشهور بالرواية عن شيخ مجهولين يلتقطهم من السكك ، وهذا معضل أيضاً فهذا الرجل المجهول بينه وبين عمر اثنين على الأقل

2- ( لاتظن بكلمة خرجت من امرىء مسلم شرا , وانت تجد لها في الخير محملا)

وهذه إنما تروى عن عمر بن عبد العزيز فخلط بعض الناس فنسبه إلى عمر بن الخطاب

3- ( مَنِ اتقى اللّه وَقاه، ومن اتْكل عليه كفاه، ومن شكَرَ له زاده، ومن أقْرَضه جَزاه؛ فاجعل التًقوى عِمارة قلبك وجَلاءَ بَصرك، فإنه لا عمَل لمن لا نِيَّة له، ولا خيرَ لمن لا خَشْيَة له، ولا جديد لمن لا خلق له)

وهذا رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق وهو من رواية عوانة بن بن الحكم عن عمر بن الخطاب وعوانة متهم بالكذب وهو إخباري ولا يدرك عمر إلا باثنين لأنه من أتباع التابعين والتابعون الذين أدركهم ما أدركوا عمر

4- ( اللهم لا تَدَعْني في غَمْرة، ولا تَأخًذْني في غرة، ولا تَجْعلني من الغافِلين)

وهذا لا أصل له عن عمر بن الخطاب _ رضي الله عنه _ إنما ذكره صاحب العقد الفريد بلا إسناد عن عمر رضي الله عنه

5- ( بلينا بالضراء فصبرنا ، وبلينا بالسراء فلم نصبر)

هذا ليس كلام عمر إنما هو كلام عبد الرحمن بن عوف

6- ( إذا سَمعت الكلمةَ تُؤْذِيك فطَأْطِىء لها حتى تَتخطاك)

وهذا لا أصل له عن عمر بن الخطاب وإنما ذكره صاحب العقد الفريد

7- ( لَوْ مَاتَتْ شَاةٌ عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ ضَائِعَةً لَظَنَنْتُ أَنَّ اللهَ تَعَالَى سَائِلِي عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ)

وهذا رواه أبو نعيم في الحلية (1/53) وفي سنده يحيى البابلتي وهو متروك ويرويه داود بن علي يروي عنه عمر وما أدرك عمر ولا أدرك من أدرك عمر في غالب أحواله

8- ( لَوْ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ دَاخِلُونَ الْجَنَّةَ كُلُّكُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا رَجُلًا وَاحِدًا، لَخِفْتُ أَنْ أَكُونَ هُوَ، وَلَوْ نَادَى مُنَادٍ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ دَاخِلُونَ النَّارَ إِلَّا رَجُلًا وَاحِدًا، لَرَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ هُوَ)

رواه أبو نعيم في الحلية (1/53) وفي سنده البابلتي المتروك ورواه يحيى بن أبي كثير عن عمر وهذا معضل

9- قال عمر رضي الله عنه لرجل هم بطلاق امرأته : ( لِمَ تطلقها ؟

قال الرجل : لا أحبها . فقال عمر : أو كلّ البيوت بنيت على الحب ؟ فأين الرعاية والتذمم ؟ )).

وهذا الخبر لا أصل وإنما اخترعه سيد قطب إذ لا يوجد إلا في تفسيره

والوارد شيء مختلف لفظاً وسياقاً

قال الطبري في تهذيب الآثار 1482 : حدثني أحمد بن المقدام العجلي ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : حدثنا سفيان بن حسين ، عن الزهري ، عن ابن عزرة ، أنه أخذ بيد ابن الأرقم فأدخله على امرأته فقال : أتبغضينني ؟ قالت : نعم . قال له ابن الأرقم : ما حملك على ما فعلت ؟ قال : كبرت علي مقالة الناس . فأتى ابن الأرقم عمر بن الخطاب رحمة الله عليه فأخبره ، فأرسل إلى ابن عزرة فقال له : ما حملك على ما فعلت ؟ قال : كبرت علي مقالة الناس . فأرسل إلى امرأته ، فجاءته ومعها عمة لها منكرة ، فقالت : إن سألك فقولي : إنه استحلفني ، فكرهت أن أكذب ، فقال لها عمر ما حملك على ما قلت ، قالت إنه استحلفني فكرهت أن أكذب ، فقال عمر : بلى ، فلتكذب إحداكن ولتجمل ، فليس كل البيوت يبنى على الحب ، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام

أقول : سفيان بن حسين ضعيف الرواية عن الزهري ، وهذا سياق مختلف ولفظ مختلف

ثم وجدته في اللفظ الذي ذكره سيد عند ابن قتيبة في عيون الأخبار بلا إسناد 

10-كتب عمر رضي الله عنه إلى الأمصار :

(( أمّا بعد : فعلموا أولادكم العوم والفروسية ، ورووهم ما سار من المثل وحسن من الشعر )).

أما أوله فروي عن عمر بسند ضعيف يرويه مكحول عنه ولم يدركه وأما قوله ( ورووهم ما سار من المثل وحسن من الشعر) فلا أصل له عن عمر في الكتب القديمة ولا المتأخرة وإنما وجدته في كلام بعض المعاصرين

11- قال عمر رضي الله عنه :

(( لولا ثلاث لأحببت أن أكون قد لقيت الله .

لولا أن أسير في سبيل الله عز وجل .

ولولا أن أضع جبهتي لله .

أو أجالس أقواماً ينتقون أطايب الحديث ، كما ينتقون أطايب التمر .معرفة الصديق والعدو

قال عمر رضي الله عنه :

لا تكلم فيما لا يعنيك ، واعرف عدوك ، وأحذر صديقك إلا الأمين ، ولا أمين إلا من يخشى الله ، ولا تمشي مع الفاجر ، فيعلمك من فجوره ، ولا تطلعه على سرّك ، ولا تشاور في أمرك إلا اللذين يخشون الله عز وجل )).

أقول : وهذا لا أصل له عن عمر بن الخطاب وإنما ذكره الجاحظ عنه في بعض كتبه والجاحظ متهم في دينه وروايته

وأما الشطر الثاني : 
لا تكلم فيما لا يعنيك ، واعرف عدوك ، وأحذر صديقك إلا الأمين ، ولا أمين إلا من يخشى الله ، ولا تمشي مع الفاجر ، فيعلمك من فجوره ، ولا تطلعه على سرّك ، ولا تشاور في أمرك إلا اللذين يخشون الله عز وجل

فهذا مروي ويحتمل 

11- (( كان عمر رضي الله عنه إذا رأى أحداً يطأطئ عنقه في الصلاة يضربه بالدرة ، ويقول له : ويحك ، إن الخشوع في القلب . ))

وهذا بحثت عنه فلم أجده

12- قال عمر رضي الله عنه : (( لا أبالي أصبحت غنياً أو فقيراً ، فإني لا أدري أيهما خير لي )).

وهذا بحثت عنه فلم أجده

13- قال عمر رضي الله عنه :(( إن من صلاح توبتك ، أن تعرف ذنبك . وإن من صلاح عملك ، أن ترفض عجبك . وإن من صلاح شكرك ، أن تعرف تقصيرك )).

وهذا بحثت عنه فلم أجده

14- قال عمر بن الخطاب :” أجرأ الناس من جاد على من لا يرجو ثوابه ، وأن أحلم الناس من عفا بعد القدرة ، وأن أبخل الناس الذي يبخل بالسلام ، وأن أعجز الناس الذي يعجز في دعاء الله”

وهذا ذكره صاحب كنز العمال بلا إسناد

15- قال عمر رضي الله عنه :

(( رأس التواضع : أن تبدأ بالسلام على من لقيته من المسلمين ، وأن ترضى بالدون من المجلس ، وأن تكره أن تذكر بالبر والتقوى )).

وهذا لم أجده عن عمر وإنما روي عن غيره ممن تأخر عنه

16- قال عمر بن الخطاب : ( من دخل على الملوك ، خرج وهو ساخط على الله)

وهذا لا أصل له عن عمر رضي الله عنه وإنما ذكره صاحب العقد الفريد

17- قال عمر بن الخطاب : ( الراحة عقلة ، وإياكم والسمنة فإنها عقلة )

وهذا لم أجده عنه البتة ومعنى عقلة يعني تعقل صاحبها عما ينفعه

18- قال عمر رضي الله عنه : (إن كان لك دين فإن لك حسباً .وإن كان لك عقل ، فإن لك أصلاً . وإن كان لك خلق ، فلك مروءة . وإلا ، فأنت شر من الحمار )

وهذا لم أجده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

19- قال عمر بن الخطاب : ( الخيرُ كلهُ في الرضا فإن استطعت أن ترضى والا فاصبر)

وهذا ذكره شيخ الإسلام في بعض كتبه ولم أجده في المصادر القديمة وشيخ الإسلام واسع الاطلاع

20- قال عمر بن الخطاب : ( بالورع عما حرم الله يقبل الله الدعاء والتسبيح..)

وهذا ذكره ابن رجب – رحمه الله – في كتابه العجاب جامع العلوم والحكم ولم أجد له إسناداً

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم