آثار مشهورة منتشرة عن عمر بن الخطاب لا تصح (الدفعة الثانية)

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فهذه مجموعة آثار عن عمر بن الخطاب _ رضي
الله عنه _ منتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي ، وإنما أنبه هنا على ما اشتد الوهن
في إسناده أو لم يكن له إسناد وأما ما كان إسناده ضعيفاً فلا أذكره وأحتمل أمره

1_ (شر الكتابة المشق ، وشر القراءة
الهذرمة ، وأجود الخط أبينه)

قال الخطيب في الجامع 539 – حدثنا الحسين
بن محمد الأصم ، قال : قرأت على منصور بن جعفر ، قال : قرأت على أبي محمد بن
درستويه ، قال : قرأنا على ابن قتيبة ، قال عمر بن الخطاب : « شر الكتابة المشق ،
وشر القراءة الهذرمة ، وأجود الخط أبينه »

ابن قتيبة بينه وبين عمر أكثر من مائتي
سنة وهذا انقطاع شديد لا يحتمل

2_ (إِنِّي لَأَرَى الرَّجُلَ ،
فَيُعْجِبُنِي ، فَأَقُولُ : هَلْ لَهُ حِرْفَةٌ ؟ فَإِنْ قَالُوا : لا ؛ سَقَطَ
مِنْ عَيْنِي)

قال الدينوري في المجالسة 3005 – نا
مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ ، نا الْمَدَائِنِيُّ ؛
قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : إِنِّي لَأَرَى
الرَّجُلَ ، فَيُعْجِبُنِي ، فَأَقُولُ : هَلْ لَهُ حِرْفَةٌ ؟ فَإِنْ قَالُوا : لا
؛ سَقَطَ مِنْ عَيْنِي .

محمد بن الحارث ضعيف جداً ، والمدائني عن
عمر معضل

3_ (عَجِبْتُ لِمَنْ يَهْلِكُ
وَالنَّجَاةُ مَعَهُ ! قِيلَ لَهُ : مَا هِيَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ :
الِاسْتِغْفَارُ)

لا أصل له عن عمر بن الخطاب إنما يروى عن
علي بن أبي طالب بسند ضعيف

وسبحان الله على جلالة الرجلين إلا أن
علياً له طريقة في الكلام مختلفة عن طريقة عمر وإن كان كلاهما تتفجر على لسانه
ينابيع الحكمة رزقنا الله محبتهما والاقتداء بهما

4_ (خير لي أن أعزل والياً من أن أبقي
ظالماً ساعة من نهار! فإن تبديل الوالي أيسر من تبديل الرعية)

وهذا كذب قبيح ما قاله عمر ولا أصل له عنه
ويذكرونه بألفاظ أخرى وإنما مصدره الذي كتب مسلسل عمر بن الخطاب جزى الله كل من شارك فيه وسهل بنشر هذه الأكاذيب بين المسلمين

5_ (مر رجل على عمر بن الخطاب وقد تخشع
وتذلل ، فقال : ألست مسلما ؟ قال : بلى : قال فارفع رأسك ، وامدد عنقك ، فان
الاسلام عزيز منيع)

وهذا لم أقف له على إسناد إنما ذكر صاحب
كنز العمال أن رستة أخرجه في الإيمان وابن عساكر في المواعظ وكلا الكتابين مفقود

6_ (احْتَسِبُوا أَعْمالَكم فإِنَّ مَن
احْتَسَبَ عَمَلَه كُتِبَ له أَجْرُ عَمَلِه وأَجْر حسبتهُ)

وهذا لا أصل له بهذا اللفظ  عن عمر مع شهرته وإنما ذكره صاحب لسان العرب
بلا إسناد

7_ ( بئس الوالي أنا إن شبعت والناس جياع )

ليس هذا لفظه

قال ابن سعد في الطبقات 3952- أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : كَانَ عُمَرُ يَصُومُ الدَّهْرَ ،
قَالَ : فَكَانَ زَمَانُ الرَّمَادَةِ إِذَا أَمْسَى أُتِيَ بِخُبْزٍ قَدْ ثُرِدَ
بِالزَّيْتِ ، إِلَى أَنْ نَحَرُوا يَوْمًا مِنَ الأَيَّامِ جَزُورًا
فَأَطْعَمَهَا النَّاسَ ، وَغَرَفُوا لَهُ طَيِّبَهَا فَأُتِيَ بِهِ ، فَإِذَا
فِدَرٌ مِنْ سَنَامٍ وَمِنْ كَبِدٍ ، فَقَالَ : أَنَّى هَذَا ؟ قَالَ : يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مِنَ الْجَزُورِ الَّتِي نَحَرْنَا الْيَوْمَ ، قَالَ : بَخْ
بَخْ ، بِئْسَ الْوَالِي أَنَا إِنْ أَكَلْتُ طَيِّبَهَا وَأَطْعَمْتُ النَّاسَ
كَرَادِيسَهَا ، ارْفَعْ هَذِهِ الْجَفْنَةَ ، هَاتِ لَنَا غَيْرَ هَذَا
الطَّعَامِ ، قَالَ : فَأُتِيَ بِخُبْزٍ وَزَيْتٍ قَالَ : فَجَعَلَ يَكْسَرُ
بِيَدِهِ وَيَثْرُدُ ذَلِكَ الْخُبْزَ ، ثُمَّ قَالَ : وَيْحَكَ يَا يَرْفَا ،
احْمِلْ هَذِهِ الْجَفْنَةَ حَتَّى تَأْتِيَ بِهَا أَهْلَ بَيْتٍ بِثَمْغٍ ،
فَإِنِّي لَمْ آتِهِمْ مُنْذُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَأَحْسَبُهُمْ مُقْفِرِينَ ،
فَضَعْهَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ.

محمد بن عمر الواقدي كذاب

8_ (من كتم سره كانت الخيرة في يديه ، ومن
عرض نفسه للتهمة ، فلا يلومن من أساء به الظن)

قال ابن أبي الدنيا في الصمت 755 – حدثني
محمد بن عبد الله بن حميد الجدي ، حدثنا أبو عمر الضرير حفص بن عمر ، حدثنا علي بن
نوح ، حدثنا هشام بن سليمان ، عن عكرمة قال : قال عمر بن الخطاب : « من كتم سره
كانت الخيرة في يديه ، ومن عرض نفسه للتهمة ، فلا يلومن من أساء به الظن »

حفص بن عمر سماه ابن عساكر الأيلي والأيلي
منكر الحديث وفي السند جهالة وانقطاع

9_ (تَشَاوَرُوا فِي أَمْرِكُمْ … فَخُذُوا
صِنْفَ الأَكْثَرِ)

وهذا يستدل به الديمقراطيون لا كثرهم الله

قال ابن سعد في الطبقات 2959- أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ
الأَزْهَرِيُّ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ
لأَصْحَابِ الشُّورَى : تَشَاوَرُوا فِي أَمْرِكُمْ , فَإِنْ كَانَ اثْنَانِ
وَاثْنَانِ , فَارْجِعُوا فِي الشُّورَى , وَإِنْ كَانَ أَرْبَعَةٌ وَاثْنَانِ
فَخُذُوا صِنْفَ الأَكْثَرِ.

محمد بن عمر كذاب ، وأبو جعفر ما أدرك
الفاروق وعبد الله بن جعفر مجهول

10_ (اقتربوا من افواه المطيعين واسمعوا
منهم ما يقولون فانه تتجلى لهم أمور صادقة)

وهذا الأثر إنما يذكره ابن تيمية وابن
القيم ولم أجد له أصلاً

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم