من نفائس شيخ الإسلام : الحكمة من النهي عن قوله ( اسق ربك أطعم ربك)

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال شيخ في درء تعارض العقل والنقل (9/341) :” ولهذا منع في شريعتنا
من إضافة الرب إلى المكلفين كما قال صلى الله عليه وسلم لا يقل أحدكم اسق ربك أطعم
ربك

بخلاف إضافته إلى غير المكلفين كقول النبي صلى الله عليه وسلم لمالك بن
عوف الجشمي أرب إبل أنت أم رب شاء وقولهم رب الثوب والدار

فإنه ليس في هذه الإضافة ما يقتضي عبادة هذه الأمور لغير الله فإن هذا
لا يمكن فيها فإن الله فطرها على أمر لا يتغير بخلاف المكلفين فإنهم يمكن أن يعبدوا
غير الله كما عبد المشركون به من الجن والإنس غيره فمنع من الإضافة في حقهم تحقيقا
للتوحيد الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه ولهذا لم يكن شيء يستلزم وجود المفعولات
إلا مشيئة الله وحده فما شاء الله كان وإن لم يشأ ذلك غيره وما لم يشا لا يكون ولو
شاءه جميع الخلق”

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم