قال الإمام أحمد 7635 – حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، قال: قال لي الزهري: ألا أحدثك بحديثين عجيبين؟ قال الزهري: عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ ، قال: “أسرف رجل على نفسه، فلما حضره الموت أوصى بنيه، فقال: إذا أنا مت فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم اذروني في الريح في البحر! فوالله لئن قدر عليَّ ربي لَيُعذِّبَنِّي عذابًا ما عذبه
أحد، قال: ففعلوا ذلك به، فقال الله للأرض: أدي ما أخذت، فإذا هو قائِمِ، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: خشيَتُك يا رب، أو مخافتك، فَغفَرَ له بذلك”.
7635 م – قال الزهري: وحدثني حميد، عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ قال: “دخلت امرأة النار في هرةٍ، ربطتها، فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خَشَاش الأرض، حتى ماتت”.
قال الزهري: ذلك أن لا يتكلَ رجل، ولا ييأس رجل.
أقول : وهذا الهدي مما خالفه كثير من الوعاظ فمنهم من يبالغ في الترهيب حتى يقنِّط ومنهم من يبالغ في الترغيب حتى يهوِّن شأن المعاصي في القلوب ( واليوم كثُر هؤلاء جداً مع انتشار عقيدة مركزية الإنسان )
ومما يروى عن علي في وصف الفقيه : “مَن لَم يقنِّط الناس من رحمة الله ولَم يؤيِّسهم من روح الله ولَم يؤمِّنهم من مكر الله، ولا يدَع القرآن رغبة”
وأما اليوم فيأتي أحدهم إلى قوم يناقشون في تكفير النصارى ودخول الملاحدة إلى الجنة ويفضلون كفاراً ضيَّعوا دينهم وأعراضهم على السابقين أهل التوحيد والصلاة والزكاة والجهاد وغيرها من الأحوال العليَّة
يأتي إلى هؤلاء فيمطرهم بالرُّخص وأبحاث الإعذار والتعذير ثم لا يُرى يستغرِب بعد ذلك من ميل الناس إلى غلاة الإباحيين ( الليبراليين ) وتأثرهم بشبهاتهم.