من دقيق فقه عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – في دفع الريبة

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال مالك في الموطأ 710 : عن نافع انه سمع أسلم مولى عمر بن الخطاب يحدث
عبد الله بن عمر :

أن عمر بن الخطاب رأى على طلحة بن عبيد الله ثوبا مصبوغا وهو محرم

 فقال عمر ما هذا الثوب المصبوغ
يا طلحة ؟

فقال طلحة يا أمير المؤمنين إنما هو مدر

فقال عمر انكم أيها الرهط أئمة يقتدي بكم الناس فلو أن رجلا جاهلا رأى
هذا الثوب لقال ان طلحة بن عبيد الله كان يلبس الثياب المصبغة في الإحرام

فلا تلبسوا أيها الرهط شيئا من هذه الثياب المصبغة.

معنى هذه القصة أن عمر بن الخطاب رأى طلحة يلبس ثوباً ظنه مصبوغاً بورس
أو طيب وهذا منهي عنه

فأخبره أن هذه الثياب مصبوغة بطين بقوله ( إنما هو مدر ) يعني لا حرج فيها

فقال له عمر أنه ينبغي أن يترك هذا لأنه يوهم لبسه للمحرم

وفي هذه القصة فوائد

منها قوله ( انكم أيها الرهط أئمة يقتدي بكم الناس) يدل على أن هدي الناس
في ذلك الزمان الاقتداء بصحابة النبي صلى الله عليه وسلم

 بل والاقتداء بآحادهم فهذا منهج
التابعين منذ زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

قال ابن بطة في الشرح والإبانة :” ثم الترحم على جميع أصحاب رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- صغيرهم وكبيرهم، وأولهم وآخرهم، وذكر محاسنهم، ونشر فضائلهم،
والاقتداء بهديهم، والاقتفاء بآثارهم، وأن الحق فيما قالوه، والصواب فيما فعلوه

فهذا منهج السلف في كل زمان

ومنها دفع عمر للريبة ويمكن الاستدلال بهذا على الساعة التي لونها لون
الذهب ولكنها ليست ذهباً حقيقياً

فيقال اترك هذا دفعاً للريبة فإن من يراك يظنك تلبس ذهباً

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم