من تناقضات دعاة الحداثة والعلمنة واللبرلة أنهم يؤكدون دائماً على أنه لا فرق بين إنسان وإنسان بناء على لونه أو جنسه أو دينه
وفي الوقت نفسه يدعون إلى مركزية الرجل الأبيض وأن ما رآه صواباً فهو الصواب وما رآه خطأ فهو الخطأ وأنه على بقية البشر اتباعه
ويسخرون من أي شرقي يحاول الاحتفاظ بعقيدته أو على الأقل خصوصيته الثقافية إذا ما عارضت رأي الرجل الأبيض
الرجل الغربي إنسان مثلي وليس إلهاً ولي الحق أن يكون عندي خصوصية ثقافية مختلفة عنه أمور مباحة عنده ممنوعة عندي وأمور ممنوعة عنده مباحة عندي لماذا ينعون على أهل الأديان عدم تقبل الخلاف ويعطلون قيمة كل الحجج ثم يضفون القدسية على آراء الرجل الأبيض الاجتماعية ويصير كل مخالف لها رجعياً أو متخلفاً
والعجيب أيضاً أن اليهود أصحاب الفكرة المناقضة تماماً لهذا المبدأ حيث يرون أنهم شعب الله المختار هم أكثر من يحظى بدعم القوم وما إن تفكر بانتقادهم حتى يلوح لك بورقة معاداة السامية والتطرف والإرهاب
والخلاصة لماذا زرعوا فينا أن علينا الشعور بالنقص إذا كنا مختلفين عن الغربيين ؟
وما قيمة التغني بقبول التعددية الثقافية إذا كانت ثقافة الرجل الأبيض هي النموذج الذي كل من خالفه فهو مهرطق ؟