قال عبد الله بن أحمد في السنة 641 : حدثنا حسن بن حماد أبو علي سجادة
، نا محمد بن فضيل ، عن أبيه ، عن المغيرة بن عتيبة بن النهاس ، عن سعيد بن جبير ،
أنه قال : المرجئة يهود القبلة .
رجاله ثقات إلا المغيرة بن عتيبة روى عنه ثقتان وذكره ابن حبان في الثقات
وقد كان قاضياً فمثله يحتمل في المقطوع ولا شك
وقد حيرني فترة من الزمن وجه قول سعيد ( المرجئة يهود القبلة ) ، حتى استبان
لي الأمر بعد ذلك
قال الله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ
بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا )
قال الطبري في تفسيره 9735 : وحدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا
أبو تميلة، عن عبيد بن سليمان، عن الضحاك قال: قالت يهود:”ليست لنا ذنوب إلا كذنوب
أولادنا يوم يولدون! فإن كانت لهم ذنوب فإنّ لنا ذنوبًا! فإنما نحن مثلهم”! قال
الله تعالى ذكره:( انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ
إِثْمًا مُبِينًا )
وقال الطبري في تفسيره أيضاً 9737 : حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد
بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي:”ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل لله يزكي
من يشاء ولا يظلمون فتيلا”، نزلت في اليهود، قالوا:”إنا نعلم أبناءنا التوراة
صغارًا، فلا تكون لهم ذنوب، وذنوبنا مثل ذنوب أبنائنا، ما عملنا بالنهار كُفَّر عنا
بالليل”.
ومن تزكيتهم لأنفسهم كما ورد عن جماعة من السلف قولهم ( نحن أبناء الله
وأحباؤه )
فزكوا أنفسهم بأمرٍ ما بلغوه كما قال قتادة
والمرجئة يزكون أنفسهم بأمر لم يبلغوه فيقولون ( إيماننا كإيمان جبريل
وكإيمان النبي صلى الله عليه وسلم ) فهذا وجه الشبه بين الفريقين ومن هنا يستبين لك
مدى عمق فقه سعيد بن جبير _ رحمه الله _
وليعلم أنه إنما أراد مرجئة الفقهاء وذلك أنه لم يدرك أصناف المرجئة الأخرى
، وإذا كان أخف أصناف المرجئة داخلون في هذا فمن باب أولى الغلاة كمرجئة الأشعرية والماتردية
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم