قال البغوي في معجم الصحابة :
حدثني سويد بن سعيد قال: حدثنا ضمام بن إسماعيل عن أبي فيل ( كذا في المطبوع وفي أخطاء كثيرة جدا والصواب أبو قبيل المعافري )
قال كان معاوية قد جعل في كل قبيلة رجلا
وكان رجلا منا يكنى أبا الحسن يصبح في كل يوم فيدور على المجالس :
هل ولد فيكم الليلة ولد ؟
هل حدث الليلة حدث ؟
هل نزل بكم الليلة نازل ؟
فيقولون ولد لفلان غلام ولفلان .. فيقول ما يسمي ؟ فيقال , له فيكتب
فيقول هل نزل بكم الليلة نازل ؟
قال فيقولون نعم نزل رجل من أهل اليمن بعياله يسمونه وعياله
فإذا فرغ من القبيلة كلها
أتى الديوان فأوقع أسماءهم في الديوان. ( يعني لكي يعطيهم من بيت مال المسلمين يعني المولود كان له راتب يصرف من الدولة بمجرد ولادته )
أقول : أبو قبيل هذا مصري يتكلم عن مصر في وقت معاوية
وهذا وغيره سبب قول بعض الكوفيين : لو رأيتم معاوية لقلتم هذا المهدي . لأن المهدي ذكر في الروايات أنه يغدق على الناس بالمال
وقال ابن سعد في الطبقات 6723- قال : أخبرنا الفضل بن دكين قال : حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن أبي إسحاق قال : كان معاوية وكان وكان ، وما رأينا بعد مثله . قال أبو بكر : ما ذكر عُمَر بن عبد العزيز.
الفضل شيعي وأبو إسحاق شيعي ومع ذلك أنصفا
قال أحمد في مسنده 19194 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ فِي بَعْثٍ بِأَرْمِينِيَّةَ قَالَ: فَأَصَابَتْهُمْ مَخْمَصَةٌ أَوْ مَجَاعَةٌ قَالَ: فَكَتَبَ جَرِيرٌ إِلَى مُعَاوِيَةَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” مَنْ لَمْ يَرْحَمِ النَّاسَ لَا يَرْحَمْهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ “. قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: آنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَقْفَلَهُمْ وَمَتَّعَهُمْ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: ” وَكَانَ أَبِي فِي ذَلِكَ الْجَيْشِ فَجَاءَ بِقَطِيفَةٍ مِمَّا مَتَّعَهُ مُعَاوِيَةُ “
أقول : هذا إسناد قوي إلى أبي إسحاق السبيعي أحد الستة الذين عليهم مدار الإسناد وهذه حادثة تاريخية اشتهرت في عصره ورأى أباه وقد حمل الجائزة عن معاوية
واللطيف في الأمر أن أبا إسحاق كان شيعياً كوفياً والإسناد إليه عراقي
قال الخرائطي في مكارم الأخلاق 264 – حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم نَا هشيم نَا الْعَوَّامُ عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ عَنِ ابْنِ عمر قَالَ
مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَسْوَدَ مِنْ مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان
قُلْتُ وَلَا عُمَرَ قَالَ كَانَ عُمَرُ خَيْرًا من مُعَاوِيَة وَكَانَ مُعَاوِيَة أسود مِنْهُ.
أسود يعني أكثر كرما والكريم سيد وسند الخبر صحيح ودليل ما ذكر في هذه الروايات اتساع رقعة الفتوحات في وقته والنَّاس ينشطون اذا كفوا دنياهم
ولهذا قال ابن عباس ما رايت أخلق للملك من معاوية . لما رأى ابن عباس منه السخاء والحلم ولولا ذلك ما ولاه عمر الشام خلقا لأخيه يزيد الذي ولاه الصديق فصار جزءا من الخلافة الراشدة
قال الفاكهي في أخبار مكة
1834 – حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّافِعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّى بِنَا ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَوَجَمَ وُجُومًا طَوِيلًا بَعْدَ الصَّلَاةِ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا قَالَ: وَقَدْ كَانَ أَتَاهُ نَعْيُ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: ” §لِلَّهِ دَرُّ ابْنِ هِنْدٍ، إِنْ كَانَ لَنُفَرِّقُهُ فَيَتَفَارَقُ لَنَا، وَمَا اللَّيْثُ الْحَرِبُ بِأَجْرَأَ مِنْهُ، وَإِنْ كُنَّا لَنُخَوِّفُهُ فَيَخَافُ، وَمَا ابْنُ لَيْلِهِ بِأَدْهَى مِنْهُ، كَانَ وَاللهِ كَمَا قَالَ بَطْحَاءٌ
وذكر أبياتا في مدحه ثم قال :والله لقد وددت لو بقي ما بقي أبو قبيس ( جبل في مكة ) وسند الرواية قوي