فإن فريد الدين آيدين الهاشمي رجل تركي متخصص في نقد الصوفية
وقد نشر موقع السلفيين الأتراك
رسالة له قيمة في نقد الطريقة النقشبندية
غير أنه في هذه الرسالة أظهر لوثة جهمية في بعضها
قال فريد الدين آيدين في كتابه عن النقشبندية :
” يتبيّن أنه قد بلغ الحمق والغباء بهم إلى درجة، أنهم يدرسون عقائد
المسلمين في مدارسهم ويتداولون كُتُبَ أعلامنا؛ كشرح العقيدة الطحاوية للإمام أبي جعفر
أحمد بن محمّد بن سلامة الأزديّ
وكتاب التوحيد للإمام أبي منصور
محمّد بن محمّد الماتريديّ
وكتاب التمهيد من تصانيف أبي بكر
محمّد بن الطيب الباقلانيّ
ورسالة العقائد النسفية لأبي حفص عمر بن محمّد النسفيّ
وشرح العقائد النسفية للعلامة سعد الدين مسعود بن عمر التفتازانيّ.
ومع هذا، لا ينتبهون إلى أنّ الإيمان ينافي عقيدة “المعرفة بذات الله”.
إذ أنّ الله سبحانه وتعالى »ليس
بِعَرَضٍ ولا جِسْمٍ ولا جَوْهَرٍ ولا مصوَّر ولا محدود. كما ورد في العقائد النسفية.
وخلاصة هذا: أن الإنسان المخلوق الحادث العاجز والمحدودَ، يستحيل عليه أن يحيط بالله،
ويتعرّفَ إلى ذاته الأزليّ الأبديّ الّذي ليس بمحدود”
وهذا عجيب منه لأنه يتهم الكوثري بالتجهم فلا أدري كيف وقع منه هذا
ونفي الجسم والجوهر والعرض كلها من محدثات المتكلمين وكلها بدع وضلالات
وأما نفي الصورة فهو أقبح إذ أن الأدلة دلت على لله عز وجل صورة
قال البخاري في صحيحه 6573 – حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا
شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي سَعِيدٌ وَعَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ أَنَّ أَبَا
هُرَيْرَةَ أَخْبَرهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح و حَدَّثَنِي
مَحْمُودٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ
عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ أُنَاسٌ يَا
رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَالَ هَلْ تُضَارُّونَ
فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ قَالُوا لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هَلْ
تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ قَالُوا لَا
يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ يَجْمَعُ
اللَّهُ النَّاسَ فَيَقُولُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْهُ فَيَتْبَعُ
مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ وَيَتْبَعُ
مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ وَتَبْقَى هَذِهِ الْأُمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا
فَيَأْتِيهِمْ اللَّهُ فِي غَيْرِ الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ فَيَقُولُ أَنَا
رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا
رَبُّنَا فَإِذَا أَتَانَا رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ فَيَأْتِيهِمْ اللَّهُ فِي الصُّورَةِ
الَّتِي يَعْرِفُونَ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ أَنْتَ رَبُّنَا فَيَتْبَعُونَهُ
وحديث ( إن الله خلق آدم على صورته ) معروف
والنسفي والباقلاني هؤلاء من أعيان المعطلة
قال شيخ الإسلام كما في مجموعة الرسائل والمسائل (5/ 36) :” فإن المعطلة
والملحدة في أسمائه وآياته كذبوا بحق كثير جاءت به الرسل بناء على ما اعتقدوه من نفي
الجسم والعرض ونفي حلول الحوادث ونفي الحاجة.وهذه الأشياء يصح نفيها باعتبار ولكن ثبوتها
يصح باعتبار آخر، فوقعوا في نفي الحق الذي لا ريب فيه الذي جاءت به الرسل ونزلت به
الكتب وفطره عليه الخلائق ودلت عليه الدلائل السمعية والعقلية والله أعلم”
وقال في الصفدية (2/33) :” وأيضا فالاعتماد في تنزيه الباري على نفي
الجسم طريقة مبتدعة في الشرع متناقضة في العقل فلا تصح لا شرعا ولا عقلا”
والكلام في هذه المسألة واضح بين فلا يحتاج إلى إطناب والمراد هنا التنبيه
فقط
والمجسمة أقرب إلى الشرع والعقل من المعطلة
قال شيخ الإسلام في درء التعارض (1/140) :” ومما يوضح هذا أن السلف
والأئمة كثر كلامهم في ذم الجهمية النفاة للصفات وذموا المشبهة أيضا وذلك في كلامهم
أقل بكثير من ذم الجهمية لأن مرض التعطيل أعظم من مرض التشبيه وأما ذكر التجسيم وذم
المجسمة فهو لا يعرف في كلام أحد من السلف والأئمة كما لا يعرف في كلامهم أيضا القول
بأن الله جسم أو ليس بجسم بل ذكروا في كلامهم الذي أنكروه على الجهمية نفي الجسم كما
ذكره أحمد في كتاب الرد على الجهمية : ولما ناظر برغوث وألزمه بأنه جسم امتنع أحمد
من موافقته على النفي والإثبات وقال : هو أحد صمد لم يلد ولم يولد لم يكن له كفوا أحد
“
فمن عد المعطلة في أهل السنة لزمه عد المجسمة في أهل السنة أيضاً
قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (16/ 460) :” فإن ما قاله الكرامية
( مجسمة) و الهشامية أقرب إلى العقل و النقل مما قالت الجهمية “
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم