لماذا يعطي المجتمع أهمية لشعر المرأة الطويل؟

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

Featured Image

لماذا يعطي المجتمع أهمية لشعر المرأة الطويل؟

هذا مقال لكاتبة نسوية، خطر في بالي أن الأصول النسوية تقتضي ذم كثير من تبرج النساء، وهذه الكاتبة ما خيبت ظني وجاءت بالأمر على ما تقتضيه الأصول الليبرالية النسوية.

فإن قلت كيف هذا؟

فأقول: العقيدة النسوية لا تعترف بفطرة ذكورية وأخرى أنثوية، ويرون هذه الفكرة سببًا للتفريق بين الجنسين والعودة للرجعية، ولهذا هم يدعمون الشذوذ أو ما يسمونه (مثلية) لأنه لا يوجد فطرة يشذ عنها أصلًا.

الكاتبة تتساءل لماذا المجتمع يعطي أهمية لشعر المرأة الطويل، وأنها تعرضت كثيرًا بسبب شعرها القصير للاتهام بالشذوذ أو الاسترجال.

ولما شعرت أن القراء سيفهمون أنها تتضايق من هذا الاتهام، قالت إنه لا عيب في الاسترجال أو الشذوذ ولكن لماذا يُوضَع الناس في قوالب بحسب أشكالهم! (وحقيقةً هذا مضحك، فحتى الشواذ يتكلفون إظهار شذوذهم في ملابسهم).

وأجابت على السؤال بقولها: “حسنًا، لأنها علامة أخرى على التمايز بين الجنسين. تمامًا مثل الجلد الخالي من الشعر أو جسم الساعة الرملية، تعتمد معايير الجمال لدينا على مدى اختلاف السمات الجسدية للمرأة عن ملامح الرجل. فكر في الأمر: يجب أن يمتلك الرجال فكًّا مربعًا ثقيلًا، لكن يجب أن يكون للوجه الأنثوي “المثالي” فك على شكل قلب على شكل حرف V. يجب أن يكون الرجل مشعرًا، ويجب أن تكون النساء بلا شعر. يجب أن يكون الرجل طويل القامة وداكن اللون ووسيمًا، بينما يجب أن تكون المرأة فاتحة البشرة وصغيرة وجميلة.

هذه الثنائيات هي بنيات اجتماعية مصممة لتعزيز الفجوة بين الجنسين، وليس لها أي تأثير على مدى جاذبية أو عدم جاذبية أي شخص من أي جنس“.

أقول: إذن بناءً على كلامها معايير الجمال الفاشية معزِّزة للفروق بين الجنسين، وعليه فهي معزِّزة للثقافة الرجعية التي تزعم أن الذكر ليس كالأنثى (والتي هي الفطرة وجاء بها الوحي).

ما كنت أتخيل يوما أن المنكرات سيتضايق منها المحاربون للفطرة، لا لأنها محرمات تغضب الله ولكن لأنها تذكر الرجل بأنه رجل والأنثى بأنها أنثى.

هذا الفكر البائس الذي يحارب كل مبادئ الفطرة والذوق هو مقتضيات ما تفرضه الدول الغربية في سياق حقوقي، تذكر هذا كلما رأيت أعلامهم الملونة.