كلمني شاب طيب يشتكي من انتشار الفواحش في المجتمع الذي هو فيه، وهو إنسان مستقيم ولكنه متضايق من الأمر، ويقول: “أشعر وكأنني جزء من هذا المجتمع”.
مع أنه عفيف ولكنه يستقذر الأمر، ولعله يخاف انزلاق قدمه.
فقلت له: لعل الملائكة تصلي عليك!
إذ استحضرت الحديث: «الصائم إذا أُكِل عنده، صلت عليه الملائكة» وسنده فيه ضعف.
ولكنه روي موقوفاً على عبد الله بن عمرو بن العاص بسند صحيح.
جاء في زوائد زهد ابن المبارك لحسين بن حرب: “1426- وحدثنا بندار، أخبرنا غندر، أخبرنا شعبة قال: سمعت قتادة عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو قال: «الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة»”.
ورواه الحسين في الأصل عن ابن المبارك.
وهذا إسناد صحيح، ومثله لا يقال بالرأي.
فإذا كان الصائم تطوعاً ويأكل الناس عنده أكلاً مباحاً تصلي عليه الملائكة بصبره، فما بالك بالصابر عن الحرام الملتزم بالعفة والحلال، تأمَّل هذه!
وصلاة الملائكة الاستغفار، وذلك من أبواب الشفاعة ومكفِّرات الذنوب.