مشهور عند الناس أن الإمامية يلقبون علي بن الحسين ( زين العابدين ) ب( السجاد ) ومعلوم أن الإمامية يتوسعون في ألقاب أهل البيت حتى أن بعضها لم يكن مشهوراً لهؤلاء الأئمة في زمنهم وإنما استحدثه الإمامية لاحقا
ولقب ( السجاد ) لعلي بن الحسين سواء كان صحيحاً أم لا ليس هو أول من لقب بهذا اللقب
بل أول لقب بهذا اللقب محمد بن طلحة بن عبيد الله وهو شخصية فاضلة مغمورة وحق لها أن تشتهر ولكن له أسوة بغيره من الفضلاء والله المستعان
قال الحاكم النيسابوري في المستدرك :” ذكر مناقب محمد بن طلحة بن عبيد الله السجاد رضي الله عنهما «كان محمد بن طلحة من الزهاد المجتهدين في العبادة، وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبركون به وبدعائه، وهو أول من لقب بالسجاد، حدثنا بصحة ذلك أبو عبد الله الأصبهاني كما قدمت ذكره”
ذكرت كلام الحاكم لأنه مذكور بالتشيع ( الذي لم يصل للرفض الذي نعرفه اليوم ) وكلامه هو خلاصة ما في الكتب المتقدمة في شأن هذا الرجل
وقد قتل يوم الجمل مع أبيه واستفاضت الروايات أن علياً لما رآه في القتلى تأسف لذلك وحزن جداً
ومن عجيب أمره أنه رثاه قاتله فذكر عبادته حيث قال :
وأشعث قوَّام بآيات ربه … قليل الأذى فيما ترى عين مُسلمِ
شققتُ له بالرمح جيب قميصه … فخرَّ صريعًا لليدين وللفمِ
يذكرني حم والرمح شاجر … هلَّا تلا حم قبل التقَدُّمِ
على غير شيء غير أنْ ليس تابعاً … عليًا ومن لا يتبع الحق يندمِ
وذكر أنه كان يحول دون جمل أم المؤمنين
وقال ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني :” ومن ذكر محمد بن طلحة بن عبيد الله يكنى أبا القاسم رضي الله عنه ، وهو السجاد وكان سيد ولد أبيه”
واتفاق الناس على فضله حتى شيعة علي يدل على أنه لا يمكن جحود ذلك بحال وقال أبو نعيم في معرفة الصحابة :” معرفة محمد بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي سماه رسول الله صلى الله عليه وسللم محمدا ، ونحله كنيته فكان يكنى أبا القاسم ، وقيل : أبا سليمان أيضا . أمه حمنة بنت جحش ، كان يقال له السجاد ، وقيل : ناسك قريش ، قتل يوم الجمل في رجب سنة ست وثلاثين مع أبيه ، وكان سيد أولاده ، مر به مقتولا على علي بن أبي طالب ، فقال : هذا السجاد ، هذا رجل قتله بر أبيه”