في رحاب أهل الحديث

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

في رحاب أهل الحديث

قال ابن أبي حاتم :

  • محمد بن عكاشة الكرماني روى عن عبد الرزاق

سئل أبو زرعة عنه فقال : قد رأيته وكتبت عنه وكان كذاباً
قدم علينا مع محمد بن رافع النيسابوري وكان رفيقه
فأول ما أملى : حديثٌ كذب على الله عزوجل وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله عزوجل أنه قال :
[ من لم يؤمن بالقدر فليس مني ] !

[ الجرح والتعديل 8 / 52 ]

روى ابن عساكر رسالة في أصول السنة لمحمد بن عكاشة الكرماني قال فيها :

أصول السنة المأخوذ به من المتروك مما اجتمع عليه أهل السنة والجماعة منهم :
سفيان بن عيينة ووكيع بن الجراح ومحمد بن يوسف الفريابي وشعيب بن حرب وعلي ابن عاصم وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف
ويزيد بن هارون وكثير بن هشام ومحمد بن عمر الواقدي وداود بن المحبر وشبابة بن سوار وأبو نعيم الفضل بن دكين وعبد العزيز ابن أبان القرشي
ويعلى ومحمد الطنافسيان وعبد الله بن داود وقبيصة وسعيد بن عامر وزهير بن نعيم البابي وأزهر السمان وأبو عبد الرحمن المقرئ والنضر بن شميل
ومنبه بن عثمان الدمشقي والوليد بن مسلم الدمشقي وعبد الله بن الحارث العسقلاني وعامة أصحابه ابن المبارك ويحيى بن يحيى وإسحاق بن راهوية
وغيرهم ومن السنة والجماعة وأبو عمر الضرير ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي قالوا :

  • السنة الرضا بقضاء الله عز وجل والاستسلام لأمره والصبر على حكمه
    -والأخذ بما أمر الله به والنهي عما نهى الله عنه
  • وإخلاص من العمل لله عز وجل
    -والإيمان بالقدر خيره وشره
    -وترك الجدال والمراء والخصومات في الدين
  • والمسح على الخفين
  • والجهاد مع كل خليفة والجماعة مع كل بر وفاجر
  • والصلاة على من مات من أهل القبلة
    -والإيمان قول وعمل يزيد وينقص
  • والقرآن كلام الله غير مخلوق
    -والصبر تحت لواء السلطان على ما كان منهم من عدل أو جور وأن لا يخرج على الأمراء بالسيف
    -وأن لا ينزل أحدا من أهل القبلة جنة ولا نارا
    -وأن لا يكفر أحدا من أهل التوحيد وإن عمل بالكبائر
    -والكف عن مساوئ أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
    -وإن أفضلهم بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضوان الله عليهم أجمعين

وروى أنه عرض هذه الرؤيا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فأقره عليها في حكاية طويلة

[ ترجمته في تاريخ دمشق ]

ق البرذعي : قلت لأبي زرعة محمد بن عكاشة الكرماني ؟
فحرك رأسه وقال قد رأيته وكتبت عنه وكان كذابا
قلت كتبت عنه الرؤيا التي كان يحكيها ؟
قال نعم كتبت عنه
يزعم أنه قد عرض على شبابة الإيمان قول وعمل يزيد وينقص فقال به !
وعلى أبي نعيم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي فقال به !
كذاب لا يحسن أن يكذب ..!

قال البزار : محمد بن عكاشة الكرماني قدم هاهنا على الياس بن أسد سمعت أبا الهيثم يرميه بالكذب
وكان بكاء موصوفا بالكذب
سمعت محمد بن عبد الرحمن يقول كان إذا قرأ وبكى كنت أسمع خفقان قلبه كان من أحسن الناس نغمة بالقرآن

أقول : هذا الرجل على العقيدة السلفية وصاحب بكاء ونغمة حسنة في القرآن وكان يكذب في نصرة العقيدة فرد عليه علماء أهل الحديث كذبه وهذا من أعظم براهين حفظ السنة وتجرد المحدثين التام.