ليس من عادتي كتابة ردود مختصرة على شبهات هنا في القناة ولكنني أردت أن أضرب مثلاً على سخافة عقول القوم وتفاهتهم وتفاهة من يتابعهم ومن يعتبر بكلامهم أصلاً
ورد في أنساب الأشراف للبلاذري بسند فيه جهالة عن عَبْد الْمَلِكِ أنه كان يقول: أخاف الموت فِي شهر رمضان، فيه ولدت، وفيه فطمت، وفيه جمعت القرآن، وفيه بايع لي الناس، فمات في شوال .
فاستنبط ملحد لوذعي من قول عبد الملك بن مروان : وفيه جمعت القرآن ، أنه أخذ القرآن وغير فيه وجمع جمعاً جديداً ، من خلال رواية ضعيفة يطعن في القرآن المتواتر طعناً لا يناسبه مباديء العقل فلو كان عبد الملك قادراً على إخفاء شيء لأخفى فضائل علي بن أبي طالب وأبنائه التي استثمرها شيعتهم في الدعوة لثورات من كان من نسلهم
قول عبد الملك : جمعت يعني حفظت وهذا استخدام دارج في النصوص وعند العرب
جاء في البخاري : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَجْمَعْ الْقُرْآنَ غَيْرُ أَرْبَعَةٍ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ( يعني من الأنصار ) ومعلوم أنه في حياة رسول الله لا يمكن تفسير الجمع إلا على الحفظ
وفي أخبار المدينة لابن شبة 2291 – حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا قرة عن محمد قال لما دخلوا على عثمان رضي الله عنه قالت امرأته إن تقتلوه أو تتركوه فقد كان يجمع القرآن في ركعة
2292 – حدثنا عارم قال حدثنا أبو هلال عن محمد بمثله
2293 – حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا سلام بن مسكين قال سمعت محمد بن سيرين قال لما أطافوا بعثمان رضي الله عنه يريدون قتله قالت امرأته إن تقتلوه أو تتركوه فقد كان يحيي الليل كله بركعة يختم فيها القرآن
وبغض النظر عن صحة الرواية من عدمها لاحظ استخدام كلمة ( يجمع ) ومكانها كلمة ( يختم ) في مكان آخر وفي حديث عبد الله بن عمرو : جمعتُ القرآن، فقرأت به في كل ليلة، فبلغ ذلك رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم
فتأمل السخف والغباء مع سوء القصد ما يصنع والله لولا حماس الناس لسماع الشبهات مع كسلهم في طلب العلم لما احتجنا أن نعلق على مثل هذا الهراء ولجعلناه باباً للتفكه والضحك لا أكثر ولا أقل نذيل به على كتاب أخبار الحمقى والمغفلين