فقد قال ابن منظور في لسان العرب (1/275)
:” وفي التنزيل العزيز أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله قال
الفراء الجنب القرب وقوله على ما فرطت في جنب الله أي في قرب الله وجواره والجنب
معظم الشيء وأكثره ومنه قولهم هذا قليل في جنب مودتك وقال ابن الأعرابي في قوله في
جنب الله في قرب الله من الجنة “
قلت : قول ابن الأعرابي هو مربط الفرس
ومكمن الفائدة
فإن قلت : كيف ذلك ؟
قلت : قوله في ( قرب الله من الجنة ) يدل
على أنه يثبت لله عز وجل العلو
فإن قلت : كيف ذلك ؟
قلت : لقد أثبت ابن الأعرابي أن الجنة
قريبة من الله عز وجل وهذا دلت عليه النصوص فعرش الرحمن سقف الفردوس الأعلى
وهذا لا يقوله معطلة العلو بصنفيهم
فالقائلون أن الله عز وجل في كل مكان ليس
شيءٌ أقرب إلى الله عندهم من شيء فهو سبحانه وتعالى _ عما يقولون _ في كل مكان
والقائلون بأنه ( لا داخل العالم ولا
خارجه ) يرون أن القرب والبعد لا يتعلق به لأنه لا داخل العالم ولا خارجه
ولهذا كانت النصوص تدل على تقريب الله عز
وجل لبعض خلقه _ بما فيها نصوص العندية _من أدلة أهل السنة على إثبات صفة العلو
ومن ذلك حديث :” يدنو أحدكم من ربه
حتى يضع كنفه عليه، فيقول: عملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم، ويقول: عملت كذا وكذا؟
فيقول: نعم، فيقرره ثم يقول: إني سترت عليك في الدنيا، فأنا أغفرها لك اليوم “
رواه البخاري ( 5722)
والجدير بالذكر أن تفسير ابن الأعرابي هذا
قد اختاره غلام ثعلب في كتابه ” ياقوتة الصراط في غريب القرآن “
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم