فمما يشيعه دعاة السكوت على أخطاء الدعاة ومعاملتهم معاملة المعصومين
أن السلفيين ينفردون
بالتحذير من بعض الجماعات الدعوية مما يضعف الأمة بزعمهم ، وينفر الناس عن الإسلام
إذ أن الإسلام في نظرهم هم أولئك المبتدعة الذين يسمون أنفسهم ب( الإسلاميين
) أو ( دعاة الصحوة )
والحق أنهم هم أنفسهم يقعون فيما ينكرونه ، فيجرحون السلفيين بالظلم والبهتان
والذي أود بيانه هنا ما قاله علماء
جماعة التبليغ في المودودي الإخواني الكبير والأب الروحي – إن صح التعبير – لسيد قطب
قال محمد بن يوسف البنوري في كتابه : (الأستاذ المودودي وشيء من حياته
وأفكاره ) .
يقول في آخر الجزء الأول : ( وفي ختام هذه المقدمة نأتي بقرار اتخذه أكابر
العلماء وجهابذة الدين في حق الأستاذ المودودي وجماعته ودستورها في 27 من شوال سنة
1370 في دلهي في مكتب جمعية العلماء
وقد اتفق أكابر علماء الدين على هذا القرار وفيهم شيخ الإسلام السيد حسين
أحمد المدني رئيس أساتذة دار العلوم بديوبند ومثل المحقق مفتي الهند الأكبر الشيخ محمد
كفاية الله الدهلوي ومثل حكيم الإسلام الشيخ القارئ محمد طيب الديوبندي مدير دار العلوم
الديونبدية وفيهم الشيخ عبد اللطيف المحدث مدير مظاهر العلوم في سهارنفور وفيهم شيخ
الحديث الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي الصديقي صاحب ( أوجز المسالك شرح الموطأ لمالك
) ، وفيهم الشيخ أحمد سعيد خطيب الهند سكرتير جمعية العلماء وفيهم الشيخ سعيد أحمد
المفتي في مظاهر العلوم وغيرهم من أصحاب مراكز العلم والفتوى وهؤلاء الأكابر أعيان
هذه البلاد وأعلامها علما وفقها ودينا وتقوى وكان أصبح عليهم مدار الفتوى وهذا نص القرار
المترجم إلى العربية يقولون فيه :
” إن مطالعة تآليف المودودي وحزبه الجماعة الإسلامية يجعل الناس في
حرية من اتباع أئمة الدين وأن لا يبقى لهم صلة بهم وهذا مما يهلك العامة ويضلهم ضلالا
ووسيلة لانتقاص صلة المسلمين بصحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ والسلف
الصالحين
وإن كثيرا من تحقيقاته وأفكاره
الخاطئة إذا اتخذها الناس وسيلة لفقه جديد وإحداث في الدين وبدعة في الإسلام باليقين
وهذا في غاية الضرر في الدين فنحن نقول بكل صراحة : ” إن كل حركة تحوي أمورا مثل
هذه خطأ يضر المسلمين ونعلن براءتنا عن هذه الجماعة وعن هذه الحركة”
البنوري هذا تبليغي وله كلام في سيد قطب أيضاً وشيوخه الذين سماهم هم شيوخ
الديويندية التبليغية ، إذ أن النقشبندية هي الطريقة الأم والديوبندية فرع والتبليغية
فرع الفرع !
وهذا الكلام لا شك ينطبق على سيد قطب ومن وراءه من الإخوان إذ أنهم متأثرون
بكتب المودودي ويثنون عليها
قال سيد قطب في كتابه لماذا أعدموني ص57:” ثم طلب مني أن أكتب له
بياناً مختصراً عن النظام الاجتماعي الإسلامي ووسائله في تحقيق العدالة الاجتماعية
ليساعده هو وإخوانه هناك على مقابلة التيارات الشيوعية.
فقلت له: إن لي ثلاثة كتب في هذا الموضوع هي: العدالة الاجتماعية في الإسلام،
والسلام العالمي والإسلام، ومعركة الإسلام والرأسمالية. وأن للأستاذ المودودي كذلك
كتباً في الموضوع سميتها له”
فسيد يحيل على كتبه وإليها يرشد
وأبو الحسن الندوي لما صار تبليغياً ألف كتاباً في نقد التفسير السياسي
للإسلام عند سيد قطب والمودودي
فالخلاصة أن هؤلاء التبليغيين ينبغي أن يقال فيهم ما يقال في السلفيين
أيضاً ! ، وساعتئذ ستجد نفسك أنت تتكلم في الجماعات ! التي هي في حقيقة الأمر فرق
تنبيه : قد دافع محمد تقي الدين الهلالي عن سيد قطب والمودودي وأطراهما أثناء رده على جماعة التبليغ وليس هذا بشيء فليتنبه لذلك من ينشر كتابه في الرد على التبليغ
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم