تحذير نساء المؤمنين من التشبه بالمومسات

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فمن العادات السيئة التي وقع فيها بعض النساء بفعل التأثر بالإعلام
السيء أو وسوسة الشياطين أنهن يمنعن أزواجهن من أنفسهن إذا أردن شيئاً ( زائداً على
النفقة أو أردن زيادة في النفقة وهي كافية ) ، حتى إذا أعطاها ما تريد مكنته من نفسها
وإن لم يفعل نشزت

وهذا فعل قبيح مخالف للشرع فإن منع المرأة الزوج الفراش مجلبة لسخط
الجبار ولعن الملائكة

قال البخاري في صحيحه [  5193 ]:

 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
بَشَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي
حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ
أَنْ تَجِيءَ لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ

أقول : سبحان الله الأصل في الملائكة أنها تستغفر لبني آدم من المسلمين
كما قال الله تعالى : ( وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ
شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى) ، ولكن
هذه لعظم جرمها يحصل لها هذا

وفي هذا الفعل ( طلب الأجرة غير النفقة على الجماع ) تشبه بالمومسات
( العاهرات )

قال ابن الحاج في المدخل( 2/169) :” وليحذر من هذه البدعة الأخرى
التي يفعلها بعضهم وهي قبيحة مستهجنة وهي أن الزوجة إذا جاءت إلى الفراش تأخذ شيئا
يعطيه لها زوجها في الغالب غير نفقتها بحسب حاله وحالها لحق الفراش على ما يزعمن وهذا
منكر بين وقد وقع بمدينة فاس أنهم أحدثوا أن الرجل إذا دخل على زوجته يعطي فضة عند
حل السراويل فبلغ ذلك العلماء فقالوا هو شبيه بالزنا ومنعوه وهذا إنما كان في أول ليلة
فما بالك به في كل ليلة وليحذر”

وما كان الإشهار واشتراط الولي والشاهدين إلا للتفريق بين النكاح والزنا

قال الشافعي في مسنده [ 28 ]:

 ( أخبرنا ) : ابْنُ عُيَيْنَةَ
عن هِشَامٍ عن ابن سِيرين عن أبي هُرَيرةَ قال :

لا تُنْكِحُ المَرْأةُ المَرْأةَ فإن البَغيَّ إنما تُنْكِحُ نفسها
.

فهذا الصنيع فيه التشبه بالبغايا من وجه وعدم الاكتفاء بالعقد الذي
عقده الولي من غير بأس به

فلتحذر المرأة المسلمة والرجل المسلم أيضاً ( أن يقر المرأة على هذا
) ، فإن النار أقرب إلى المرء من شراك نعله والجنة مثل ذلك

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم