بيان كذب قصة أم أبي حنيفة مع عمر بن ذر …

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فينتشر في المنتديات جداً قصة أبي حنيفة
مع أمه حيث كانت تأمره أن يأخذها لتستفتي عمر بن ذر وكان عمر بن ذر لا يعرف الجواب
وإنما يأخذه من أبي حنيفة ويفتي أم أبي حنيفة

واشتهرت القصة جداً وهذا أحد ألفاظها

جاء عن أبي حنيفة في بره بأمه حيث كانت
تأمره أن يذهب بها إلى حلقة عمر بن ذر حتى تسأله عما أشكل عليها مع أن ابنها فقيه زمانه،
ومع ذلك قال أبو يوسف تلميذ أبي حنيفة رأيت أبا حنيفة يحمل أمه على حمار إلى مجلس عمر
بن ذر كراهية أن يرد على أمه أمرها.

وقد تلقفها عدنان إبراهيم حتى وذكرها
في خطبته وجوه من العمى وقد اقتطع المقطع الذي تكلم فيه عن هذه القصة في مقطع خاص في
اليوتيوب

وعمر بن ذر على إرجائه كان زاهداً جداً
ولا يليق سياق القصة الذي ذكره عدنان في حقه إذ جعله متشبعاً بما لم يعط والقصة لا
أصل لها عن عمر بن ذر وإنما وردت بلفظ آخر وهي قصة مكذوبة

قال الصيمري في أخبار أبي حنيفة وصاحبيه
أخبرنَا عمر بن ابراهيم قَالَ ثَنَا مكرم قَالَ ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن مغلس قَالَ
ثَنَا أَبُو عبيد قَالَ سَمِعت أَبَا يُوسُف يَقُول حَلَفت أم أبي حنيفَة بِيَمِين
فَقَالَت لَهُ سل الْقَاص وَكَانَ خَالِي أَبُو طَالب يقص وَكَانَت أم أبي حنيفَة تحضر
مَجْلِسه فَدَعَاهُ أَبُو حنيفَة وَسَأَلَهُ وَقَالَ إِن أُمِّي حَلَفت على يَمِين
وأمرتني ان أَسأَلك فَكرِهت خلَافهَا فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالب فأفتني بِالْجَوَابِ
فَقَالَ الْجَواب كَذَا قَالَ قل لَهَا عني ان الْجَواب كَذَا وَكَذَا قَالَ فَأَخْبرهَا
فرضيت بقول الْقَاص

وهذه الرواية مكذوبة وليس فيها ذكر لعمر
بن ذر ففي سندها مكرم وابن المغلس

(*) وقال أبو القاسم الأزهري سئل أبو
الحسن علي بن عمر الدارقطني ، وأنا أسمع ، عن جمع مكرم بن أحمد فضائل أبي حنيفة . فقال
موضوع ، كله كذب ، وضعه أحمد بن المغلس الحماني ، قرابة جبارة ، وكان في الشرقية.
((تاريخ بغداد)) 4 209.

(*) وقال الأزهري أخبرنا أبو الحسن الدارقطني
، قال ابن الصلت هذا يضع الأحاديث. ((تاريخ بغداد)) 5 34.

(*) وقال الأزهري ، عن الدارقطني مناقب
أبي حنيفة موضوعة كلها وضعها أحمد بن المغلس الحماني. ((لسان الميزان)) 1 (838).

وعمر بن ذر مذكور في شيوخ أبي حنيفة لا
العكس وما يدعى في بعض كتب متأخري الحنفية أن عمراً كان يستفتي أبا حنيفة لا أثر له
في كتب الأوائل

ثم إن عدنان إبراهيم في خطبته ذكر قصة
لعكرمة وسليمان الأحول

قال البيهقي في المدخل 578 – أخبرنا أبو
الحسين بن بشران ، أبنا أبو عمرو بن السماك ، ثنا حنبل بن إسحاق ، ثنا الحميدي ، ثنا
سفيان ، قال : سمعت سليمان الأحول ، يقول : لقيت عكرمة ومعه ابن له فقلت له : أيحفظ
هذا من حديثك ؟ فقال : إنه يقال : « إن أزهد الناس في عالم أهله »

وهذه قصة صحيحة ولكن عدنان جعل عكرمة
رافعاً عبارة ( إن أزهد الناس في عالم أهله ) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعكرمة
لم يرفعه في أي رواية بل ذكرها على أنها حكمة منتشرة

هذا وصل اللهم على محمد
وعلى آله وصحبه وسلم