بناء الكنائس في ديار الإسلام

في

,

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

أرسل لي أحد إخواني الأعزاء من مصر فيديو لعبد الله رشدي وهو أحد مشاهير الأزهريين يستدل على جواز إحداث الكنائس في ديار أهل الإسلام بالصحابي مسلمة بن مخلد الذي اشتهر عند الصحفيين المصريين أنه سمح ببناء كنيسة

وقبل الحديث على الأثر المذكور أودّ التنبيه على حكم الكنائس في ديار المسلمين فذلك على أقسام

أولها : الدار اذا كانت فتحت صلحا وأقرت بها الكنائس فإنها تترك

وهل يجوز لهم احداث كنيسة جديدة في ديار يحكمها المسلمون ذهب عامة الفقهاء إلى المنع وذهب بعض المالكية إلى جواز ذلك بشرط أن تكون الدار لهم خالصة ليس فيها مسلمون وإنما الحكم الأعلى فقط للمسلمين كما كانت برشلونة مثلا في الأندلس لم يكن يسكنها الا النصارى تحت حكم المسلمين ( والدار قديما تطلق على ما نسميه اليوم محافظة )

ثانيها : أن تفتح الأرض عنوة فإنها لا تقر الكنائس لا ابتداء ولا تبعا

وقد قصر الكثير من خلفاء المسلمين في هذا الباب مع الأسف

وقبل أن يعترض بعض العاطفيين أقول لك أنه على مدى ثلاثة عشر قرنا كانت هناك كنائس أقرها المسلمون في ديارهم ولا يوجد أي مسجد في ديار النصارى ويأبون ذلك سواء دخلوا ديار المسلمين صلحا أو عنوة ومعلوم صنيعهم في الإبادة الجماعية للمسلمين لما دخلوا الأندلس مع إقرار المسلمين لهم ثمان قرون كاملة وما سمحوا لنا ببناء المساجد في ديارهم الا بعد أن تعلمنوا وتعلمنت معهم ديار مسلمين كثيرة وسمحت ببناء عشرات الكنائس فيها وصالت الحملات التنصيرية التابعة للاستعمار وجالت في ديارنا وفعلوا بالأمة الأفاعيل واليوم كل ما يهمهم المال تفتح خمارة أو مسجد ولا زالت هناك ممارسات تمييزية ضد المسلمين في عدد من ديارهم تفضح زيف شعاراتهم

والآن مع رواية مسلمة بن مخلد

قال السيوطي في حسن المحاضرة : قال ابن عبد الحكم: حدثنا عبد الملك بن مسلمة، عن ابن لهيعة عن بعض شيوخ أهل مصر، قال: أول كنيسة بنيت بفسطاط مصر الكنيسة التي خلف القنطرة أيام مسلمة بن مخلد، فأنكر ذلك الجند على مسلمة، وقالوا له: أتقر لهم أن يبنوا الكنائس! حتى كاد يقع بينهم وبينه شر، فاحتج عليهم مسلمة يومئذ، فقال: إنها ليست في قيروانكم، وإنما هي خارجة في أرضهم، فسكتوا عند ذلك

أقول : سند الرواية واه فعبد الملك بن مسلمة منكر الحديث ضعيف جدا وابن لهيعة ضعيف واشتد ضعفه بعد الاختلاط وراوي الخبر من مصر مبهم

ثم الرواية حجة عليهم لأنه أقر أن القيروان التي بناها المسلمون لا يجوز احداث كنيسة فيها ومثلها القاهرة فقد سكنها أول ما سكنها منتسبون للإسلام ومسلمون وهذا اتفاق بين الفقهاء أن الأرض التي مصرها المسلمون لا تحدث فيها الكنائس وعهدي بالأزهريين أنهم يعيبون على فئة من السلفيين عدم التزام مذهب معين ثم نجد بعض أعيانهم يخالفون كل المذاهب وقبل الحديث على حكم بناء الكنائس لنتكلم على حبس النصرانيات اللواتي يسلمن في الأديرة فما نسينا كاميليا شحاتة وزميلاتها مع تشدق النصارى كذبا بأنهم لا يعاقبون المرتد