باب من قتلته الرافضة على السنة وجهله أكثر الناس …

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

جاء في الإرشاد للخليلي :” أَبُو
أَحْمَدَ مِرَارُ بْنُ حَمُّويَهْ بْنِ مَنْصُورٍ 
مِنْ أَهْلِ هَمَذَانَ، شَيْخُ السُّنَّةِ، وَإِمَامُ وَقْتِهِ، قَدِيمُ الْمَوْتِ،
جَلِيلٌ، نَازِلُ الْإِسْنَادِ، نَزَلَ عَلَيْهِ أَبُو حَاتِمٍ، وَسَمِعَ مِنْهُ وَرَوَى
عَنْهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ حَدِيثًا، سَمِعَ مِنَ أَبِي نُعَيْمٍ، وَكَاتِبِ
اللَّيْثِ، وَالْقَعْنَبِيِّ، وَغَيْرِهِمْ قُتِلَ فِي السَّنَةِ شَهِيدًا. أَخْبَرَنِي
صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَمَذَانِيُّ الْحَافِظُ، قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ
عَلِيٍّ التَّمِيمِيَّ، يَقُولُ: قُتِلَ الْمَرَّارُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ،
وَلَهُ أَرْبَعٌ وَخَمْسُونَ سَنَةً أَخْبَرَنِي صَالِحٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:
سَمِعْتُ فَضْلَانَ بْنَ صَالِحٍ ابْنَ أَخِي الْمَرَّارِ، يَقُولُ: قُلْتُ لِأَبِي
زُرْعَةَ الرَّازِيِّ أَنْتَ أَحْفَظُ أَوِ الْمَرَّارُ؟ قَالَ: أَنَا أَحْفَظُ وَالْمَرَّارُ
أَفْقَهُ”

وأما قصة قتله على يد الرافضة ففي تهذيب
الكمال :” وكان المرار ثقة عالما فقيها سنيا، قتل في السنة شهيدا رحمه الله، وقيل:
لما كانت فتنة المعتز والمستعين كان على همذان جباخ وجغلان من قبل المعتز، فاستشار
أهل البلد المرار والجرجاني في محاربتهما، فأمراهم بالقعود في منازلهم، فلما أغار أصحابهما
على دار سلمة بْن سهل وغيرها ورموا رجلا بسهم أفتياهم في الحرب، وتقلد المرار سيفا،
فخرج معهم، فقتل بين الفريقين عدد كبير ثم طلب مفلح المرار، فاعتصم بأهل قم، وهرب معه
إبراهيم بْن مسعود، فأما إبراهيم فهازلهم وقاربهم فسلم، وأما المرار فإنه أظهر مخالفتهم
في التشيع وكاشفهم فأوقعوا بِهِ وقتلوه”

وجاء في ذيل طبقات الحنابلة :” شمس
الدين محمد ابن الشيخ أحمد ال! سقاء مربى الطائفة: ودرس بالمجاهدية، واشتغل عَلَى صفي
الدين، وَحَفَّظه ” مختصر الهداية ” له، وكتب شرحه – وعنى بِهِ الْقَاضِي
جمال الدين الأنباري – وعلا ببغداد قدره، واشتغل عَلَيْهِ جَمَاعَة، مِنْهُم: الْقَاضِي
شمس الدين ببغداد الآن، محمد البرفطي، بَعْد الأنباري، ودرس بالبشيرية بَعْد ابْن الحصري،
والقاضي سَعْد، والحصيني، ونصر الَلَّه المحدث، وغيرهما.

وَأَمَّا الْقَاضِي: جمال الدين عُمَر
بْن إدريس الأنباري: فَإِنَّهُ نصر المذهب وأقام السنة، وقمع البدعة ببغداد، وأزال
المنكرات، وارتفع حَتَّى لَمْ يكن فِي المذهب أجمل منه في زمانه، ثم وزر لكبير بَعْض
الرافضة فظفروا بِهِ، وعاقبوه مدة، فصبر. ثُمَّ إِن أعداءه أهلكهم الَلَّه تَعَالَى
عاجلًا بَعْد استشهاده، وفرح أهل بغداد بهلاكهم، ودنك عقيب مولّده في سنة خمس وستين
وسبعمائة”

وقال ابن كثير في البداية والنهاية :”  وَفِي صَفَرٍ كانت وفاة الشَّيخ جمال الدِّين عمر بن القاضي عبد الحي بن إدريس الحنبلي مُحْتَسِبِ بَغْدَادَ، وَقَاضِي الْحَنَابِلَةِ بِهَا، فَتَعَصَّبَتْ عَلَيْهِ الرَّوَافِضُ حَتَّى ضُرِبَ بَيْنَ يَدَيِ الْوِزَارَةِ ضَرْبًا مُبَرِّحًا، كَانَ سَبَبَ مَوْتِهِ سَرِيعًا رَحِمَهُ اللَّهُ، وَكَانَ مِنَ الْقَائِمِينَ بِالْحَقِّ الْآمِرِينَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهِينَ عَنِ الْمُنْكَرِ، مِنْ أَكْبَرِ الْمُنْكِرِينَ عَلَى الرَّوَافِضِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَبَلَّ بِالرَّحْمَةِ ثَرَاهُ”

رحم الله هذا الفقيه الحنبلي

وجاء في سير أعلام النبلاء :”
118 – ابْنُ البَرْدُوْنِ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الضَّبِّيُّ **

الإِمَامُ، الشَّهِيْدُ، المُفْتِي، أَبُو
إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ البَرْدُوْنِ الضَّبِّيّ مَوْلاَهُمُ، الإِفْرِيْقِيّ،
المَالِكِيّ، تِلْمِيْذُ أَبِي عُثْمَانَ بن الحَدَّاد.

قَالَ القَاضِي عِيَاض: كَانَ يَقُوْلُ:
إِنِّيْ أَتكلَّم فِي تِسْعَة أَعشَار قيَاس العِلْم وَكَانَ منَاقضاً لِلْعرَاقيِّيْن،
فَدَارت عَلَيْهِ دوَائِر فِي أَيَّامِ عُبَيْد اللهِ، وضُرِبَ بِالسِّيَاط، ثُمَّ
سَعَوا بِهِ عِنْد دُخُوْل الشِّيْعِيِّ إِلَى القَيْرَوَان، وَكَانَتِ الشِّيْعَةُ
تمِيلُ إِلَى العِرَاقيِّين لموَافقتِهِم لَهُم فِي مَسْأَلَةِ التفْضِيْل وَرخصَة
مَذْهَبهم، فرفَعُوا إِلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ الشِّيْعِيّ: أَنَّ ابْنَ البَرْدُوْنَ
وَأَبَا بَكْرٍ بنَ هُذَيل يطعنَان فِي دولتِهِم، وَلاَ يفضِّلاَن عَلِيّاً.

فَحَبَسَهُمَا، ثُمَّ أَمرَ مُتَوَلِّي
القَيْرَوَان أَنْ يضربَ ابْنَ هُذيل خَمْسَ مائَةِ سَوْط، وَيضربَ عُنُق ابْنِ البردُوْنَ،
فَغَلِطَ المُتولِّي فَقتلَ ابْنَ هُذيل، وضربَ ابْنَ البردُوْنَ، ثُمَّ قتلَه مِنَ
الغَدِ.

وَقِيْلَ لاِبْنِ البردُوْنَ لَمَّا جرِّد
لِلْقتل: أَترجعُ عَنْ مَذْهَبِك؟

قَالَ: أَعنِ الإِسْلاَم أَرجِع؟ ثُمَّ
صُلِبا فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.

وَأَمر الشِّيْعِيُّ الخَبِيْثُ أَنْ
لاَ يفتَى بِمَذْهَبِ مَالِكٍ، وَلاَ يُفتَى إِلاَّ بِمَذْهَب أَهْل البَيْت، وَيَرَوْنَ
إِسقَاط طلاَق البتَّة، فَبَقِيَ مَنْ يتفقَّه لِمَالِكٍ إِنَّمَا يتفقَّهُ خِفيَة.

قَالَ الحُسَيْنُ بنُ سَعِيْدٍ الخرَّاط:
كَانَ ابْنُ البَرْدُوْنَ بَارِعاً فِي العِلْمِ، يَذْهَبُ مَذْهَبَ النَّظَر، لَمْ
يَكُنْ فِي شَبَاب عصره أَقوَى عَلَى الجَدَل وَإِقَامَة الحجَّة مِنْهُ.

سَمِعَ مِنْ عِيْسَى بنِ مِسْكِيْن، وَيَحْيَى
بن عُمَرَ، وَجَمَاعَة.

وَلَمَّا أُتِيَ بِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي
خِنْزِير، وَقَفَ، فَقَالَ لَهُ: يَا خِنْزِير.

فَقَالَ ابْنُ البَرْدُوْنَ: الخنَازيرُ
مَعْرُوْفَةٌ بِأَنيَابهَا.

فَغَضِبَ وَضَرَبَ عُنُقَهُ.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ خُرَاسَان: لَمَّا
وَصلَ عبيدُ اللهِ إِلَى رَقَّادَة (1) ، طلبَ مِنَ القَيْرَوَان ابْنَ البَردُوْنَ،
وَابْنَ هُذَيْل، فَأَتيَاهُ وَهُوَ عَلَى السَّرِيْر، وَعَنْ يمِينِهِ أَبُو عَبْدِ
اللهِ الشِّيْعِيّ، وَأَخُوْهُ أَبُو العَبَّاسِ عَنْ يسَاره، فَقَالَ: أَتشهدَانِ
أَنَّ هَذَا رَسُوْلُ اللهِ؟

فَقَالاَ بلفظٍ وَاحِد: وَاللهِ لَوْ
جَاءَنَا هَذَا وَالشَّمْسُ عَنْ يمِينِهِ وَالقَمَرُ عَنْ يسَاره يَقُوْلاَنِ: إِنَّهُ
رَسُوْلُ اللهِ، مَا قُلْنَا ذَلِكَ.

فَأَمَرَ بِذَبْحِهِمَا.”

وجاء في سير أعلام النبلاء :”  194 – الحُبُلِيُّ مُحَمَّدُ بنُ الحُبُلِيِّ *
الإِمَامُ، الشَّهِيْد، قَاضِي مَدِيْنَةَ بَرْقَةَ، مُحَمَّدُ بنُ الحُبُلِيِّ.
أَتَاهُ أَمِيْرُ بَرْقَة، فَقَالَ: غداً العِيْد.
قَالَ: حَتَّى نرَى الهِلاَل، وَلاَ أُفَطِّر النَّاس، وَأَتقلَّد إِثمَهُم، فَقَالَ:
بِهَذَا جَاءَ كِتَاب المَنْصُوْر – وَكَانَ هَذَا مِنْ رَأْي العُبَيْدِيَّة يفِّطرُوْنَ بِالِحسَاب، وَلاَ يعتبرُوْنَ رُؤْيَة – فَلَمْ يُرَ هِلاَل، فَأَصبح الأَمِيْرُ بِالطُّبولِ وَالبُنُودِ وَأُهبَةِ العِيْد.
فَقَالَ القَاضِي: لاَ أَخرج وَلاَ أُصَلِّي، فَأَمر الأَمِيْرُ رَجُلاً خَطَبَ.
وَكَتَبَ بِمَا جرَى إِلَى المَنْصُوْر، فَطَلَبَ القَاضِي إِلَيْهِ، فَأُحضِر.
فَقَالَ لَهُ: تَنَصَّلْ، وَأَعفو عَنْكَ، فَامْتَنَعَ، فَأَمر، فَعُلِّق فِي الشَّمْس إِلَى أَنْ مَاتَ، وَكَانَ يَسْتَغيث العطشَ، فَلَمْ يُسقَ.
ثُمَّ صَلَبُوهُ عَلَى خَشَبَةٍ.
فلعنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالمِين”

العبيدية هم الرافضة الاسماعيلية الذين حكموا مصر وغيرها زمناً 

وجاء في سير أعلام النبلاء :”  105 – الشَّهِيْدُ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ *
الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الشَّهِيْدُ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ النَّابُلسِيِّ.
حَدَّثَ عَنْ: سَعِيْدِ بنِ هَاشِمٍ الطَّبَرَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ قُتَيْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ شَيْبَانَ الرَّمْلِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: تَمَّامٌ الرَّازِيُّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ المَيْدَانِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَلَبِيُّ.
قَالَ أَبُو ذرٍ الحَافِظُ: سَجَنَهُ بَنُو عُبَيْدٍ، وَصلَبُوهُ عَلَى السُّنَّةِ، سَمِعْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ يذكُرُهُ، وَيَبْكِي، وَيَقُوْلُ: كَانَ يَقُوْلُ، وَهُوَ يُسْلَخُ: {كَانَ ذَلِكَ فِي الكِتَابِ مَسْطُوراً} [الإِسرَاء:58]”

قال أبو العرب القيرواني في المحن :”قَالَ أَبُو الْعَرَبِ وَشَهِدَ قَوْمٌ مِنَ المشارقة على عروس الْمُؤَذّن بِمَسْجِد ابْن عِيَاض الْفَقِيه لِأَنَّهُ أذن سحرًا وَلَمْ يَقُلْ حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ وَكَانَتْ شَهَادَتهم عِنْد القَاضِي إِسْحَاق بن أبي الْمنْهَال فَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى الأَمِيرِ فَأَمَر صَاحِبَ الْمَدِينَةِ مُوسَى بن أَحْمد فَضَربهُ بالسياط وتل لِسَانِهِ وَقَتْلِهِ بِالرِّمَاحِ فَضُرِبَ وَقُطِعَ لِسَانُهُ وَعُلِّقَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَطِيفَ بِهِ عَلَى حِمَارٍ بِالْقَيْرَوَانِ ثُمَّ قُتِلَ بِالرِّمَاحِ وَصُلِبَ وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ”  

وقال أبو العرب  وَقد كَانَ قتل قبل هَذَا أَبَا بكر بن هُذَيْل وابراهيم بن مُحَمَّد الضَّبِّيّ وَكَانَا مِنْ طَلَبَةِ الْعِلْمِ وَمِمَّنْ يَصْحَبُ سَعِيدُ بْنُ الْحَدَّادِ الْفَقِيهُ وَتَوَلَّى قَتْلَهُمَا صَاحِبُ الْمَدِينَةِ حَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خِنْزِيرٍ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي شَهْرِ صَفَرَ وَهُوَ إِذْ ذَاك من عُمَّال الشِّيعَة.

أقول : ومن كان قلبه لا يصفو إلى سادات
أولياء الأمة أيصفو لنا ؟

أما أن دعاة التقريب في لهو ولعب وسفه 

وقد كتبت هذا المقال لأذكر بهؤلاء الأبطال الذين نحسبهم من خيرة الشهداء والله حسيبهم ليكثر الترحم والترضي عليهم فقد فدوا أعراض خير الخلق بأنفسهم 

هذا وصل اللهم على محمد
وعلى آله وصحبه وسلم