باب في الجمال المحمدي

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

باب في الجمال المحمدي…

روى مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس عن عمر بن الخطاب في حديث اعتزال النبي صلى الله عليه وسلم لنسائه:
فلم أزل أحدثه حتى تحسّر الغضب عن وجهه، وحتى كشر فضحك، وكان من أحسن الناس ثغرًا ( يعني النبي صلى الله عليه وسلم).

وروى الإمام أحمد في مسنده وغيره عن يزيد الفارسي:
رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في النوم زمن بن عباس، قال: وكان يزيد يكتب المصاحف، قال: فقلت لابن عباس: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في النوم، قال ابن عباس: فإن رسول الله كان يقول: “إن الشيطان لا يستطيع أن يتشبه بي، فمن رآني في النوم فقد رآني” فهل تستطيع أن تنعت لنا هذا الرجل الذي رأيت؟ قال: قلت: نعم، رأيت رجلًا بين الرجلين، جسمه ولحمه أسمر إلى البياض، حسَن المضْحَك، أكحل العينين، جميل دوائر الوجه، قد ملأت لحيته من هذه إلى هذه، حتى كادت تملأ نحره. قال عوف: لا أدري ما كان مع هذا من النعت.
قال: فقال ابن عباس: لو رأيته في اليقظة ما استطعت ان تنعته فوق هذا.

وروى أحمد وغيره بسند فيه ضعف عن جابر بن سمرة:
كان في ساقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حموشة، وكان لا يضحك إلا تبسمًا، وكنت إذا رأيته قلت: أكحل العينين، وليس بأكحل.

قيل للبراء بن عازب رضي الله عنه: أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حديدا هكذا مثل السيف؟
قال: لا، بل كان مثل القمر. [صحيح البخاري]

وفي الصحيحين وغيرهما من حديث أنس (واللفظ للدارمي):
خدمتُ رسول الله صلى الله عليه و سلم فما قال لي أف قط، ولا قال لي لشيء صنعته لم صنعت كذا وكذا أو هلا صنعت كذا وكذا.
وقال: لا والله ما مسست بيدي ديباجًا ولا حريرًا ألين من يد رسول الله صلى الله عليه و سلم.
ولا وجدت ريحًا قط وعرفًا كان أطيب من عرف أو ريح رسول الله صلى الله عليه و سلم.

وفي سيرة ابن إسحاق:
كان أول من عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهزيمة، وقول الناس قتل رسول الله.
كما حدثني ابن شهاب الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك أخو بني سلمة قال: قال كعب:
عرفت عينيه تزهران من تحت المغفر فناديت بأعلى صوتي: يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأشار إلي أن أنصت. (تزهران أيْ تضيئان).

وفي حديث توبة كعب في صحيح مسلم:
فلما سلَّمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يبرق وجهه من السرور ويقول: أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك، قال: فقلت: أمن عندك يا رسول الله؟ أم من عند الله؟ فقال: لا، بل من عند الله.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا سُرَّ استنار وجهه، كأن وجهه قطعة قمر.

وقال حسان بن ثابت أيضًا في يوم بني قريظة:

لقد لقيت قريظة ما سآها
وما وجدت لذل من نصير
أصابهم بلاء كان فيه
سوى ما قد أصاب بني النضير
غداة أتاهم يهوى إليهم
رسول الله كالقمر المنير

وقال ابن عمر كما في الصحيح: ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل

وهو قول أبي طالب

والأخبار في ذلك كثيرة جدًّا بلغت التواتر المعنوي

فسبحان من كمَّله صورةً ومنطقًا وخلقًا، وجعله حاملًا لما تحيا به القلوب وتنال به السعادة الأبدية.

أيا حجرة ضمت جمال محمد … حويت مليحًاً كاملًا يخجل البدرا