الكلام على زيادة ( وعن شبابه فيما أبلاه )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال الترمذي في جامعه 2531 : حدثنا حميد بن مسعدة ، حدثنا حصين بن نمير
أبو محصن ،أخبرنا حسين بن قيس الرحبي ، أخبرنا عطاء بن أبى رباح عن ابن عمرعن ابن مسعود
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

 لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة
من عند ربه حتى يسأل عن خمس :

 عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه
فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وماذا عمل فيما علم .

أقول : حسين بن قيس متروك

قال المزي في ترجمته من تهذيب الكمال (6/ 467) :” وَقَال عَبد الله
بن أحمد بن حنبل ، عَن أبيه : متروك الحديث ، ضعيف الحديث ، وله حديث واحد حسن. روى
عنه التَّيْمِيّ في قصة الشؤم.

قال عَبد الله : واستحسنه ابي.

وَقَال عَباس الدُّورِيُّ ، عن يحيى بن مَعِين ، وأبو زُرْعَة : ضعيف.

وَقَال معاوية بن صالح ، عن يحيى : ليس بشيءٍ.

وَقَال عبد الرحمن بن أَبي حاتم ، عَن أبيه : ضعيف الحديث ، منكر الحديث
، قيل له : كان يكذب ؟ قال : أسال الله السلامة هو ويحيى بن عُبَيد الله متقاربين ،
قيل : هو مثل الحسين بن عَبد الله بن ضميرة ؟ قال : شبيه به.

وقَال البُخارِيُّ : أحاديثه منكرة جدا ولا يكتب حديثه

وَقَال النَّسَائي : متروك الحديث”

وقد وردت شواهد قد تقوي هذا الحديث إلا السؤال ( عن شبابه فيما أبلاه
) فليس يصح من ذلك شيء وإليك تفصيل الكلام

قال الطبراني في الكبير [ 111 ] حدثنا المفضل بن محمد الجندي ثنا صامت
بن معاذ ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن سفيان الثوري عن صفوان بن سليم
عن عدي بن عدي عن الصنابحي عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا
تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما
أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه .

أقول : صامت بن معاذ قال في لسان الميزان :” صامت بن معاذ بن شعبة
بن عقبة الجندي أبو محمد يروى عن سفيان بن عيينة وكان راويا لأبي قرة حدثنا عنه المفضل
بن محمد الجندي يهم ويغرب كذا قال بن حبان في الثقات وروى المفضل بن محمد الجندي عن
صامت بن معاذ عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضى الله تعالى عنه
رفعه قال تشد الرحال الى أربعة مساجد مسجدي والمسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجد الحبشة
وهذا باطل بلا ريب فان كان صامت حفظه فهو من تخليط المثنى والذي أظنه انه من أوهام
صامت والله اعلم ثم تبين لي انه صحفه وان الصواب ومسجد الخيف واخرج الدارقطني في غرائب
مالك عن أبي طالب الحافظ حدثنا محمد بن عبد الله بن الصامت ثنا جدي صامت بن معاذ الجندي
ثنا عبد المجيد بن أبي رواد عن مالك عن سمى عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى
عنه مرفوعا نساء كاسيات عاريات الحديث قال تفرد به صامت بهذا الإسناد “

أقول : وكذا شيخه عبد المجيد فيه كلام وهو إن كان صدوقاً فقد نص الحفاظ
على أنه أخطأ في أحاديث

قال الخليلي:” ثقة لكنه أخطأ في أحاديث “

وضعفه جمع من الأئمة ووثقه آخرون فمثله لا يصمد عند المخالفة وقد خولف

قال الدارمي في مسنده 548 : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ سُفْيَانَ
عَنْ لَيْثٍ عَنْ عَدِىِّ بْنِ عَدِىٍّ عَنْ أَبِى عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِىِّ
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى
يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ
وَعَنْ مَالِه مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا وَضَعَهُ وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ
فِيهِ .

أقول : محمد بن يوسف أوثق من عبد المجيد وقد خالفه في أمور

الأول : شيخ سفيان فجعله ليث بن أبي سليم وهو ضعيف ، وعبد المجيد جعله
صفوان بن سليم

الثاني : لم يذكر زيادة ( وعن شبابه فيما أبلاه )

الثالث : جعله موقوفاً

وقد توبع محمد بن يوسف

قال هناد في الزهد 724 : حدثنا قبيصة عن سفيان عن ليث عن عدي بن عدي عن
الصنابحي عن معاذ قال لا تزول قدما عبد بين يدي الله عز و جل يوم القيامة حتى يسئل
عن أربع عن علمه ما عمل فيه وعن جسده فيما أبلاه وعن عمره فيما أفناه وعن ماله من أين
اكتسبه وفيما أنفقه

وقد نص الدارقطني على وهم عبد المجيد في العلل

جاء في العلل له :” س 967- وسُئِل عَن حَدِيثِ الصُّنابِحِيِّ ، عَن
مُعاذِ بنِ جَبَلٍ ، عَن رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم : لا تَزُولُ قَدَما
عَبدٍ يَوم القِيامَةِ حَتَّى يُسأَل عَن أَربَعِ خِلاَلٍ … الحَدِيثَ.

فَقال : يَروِيهِ عَدِيُّ بن عَدِيٍّ ، واختُلِف عَنهُ ؛ فَرَواهُ عَبد
المَجِيدِ بن عَبدِ العَزِيزِ بنِ أَبِي رَوّادٍ ، عَنِ الثَّورِيِّ ، عَن صَفوان بنِ
سُلَيمٍ ، عَن عَدِيِّ بنِ عَدِيٍّ ، عَنِ الصُّنابِحِيِّ ، عَن مُعاذِ بنِ جَبَلٍ
، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم.

وَوَهِم فِي قَولِهِم : عَن صَفوان ، وإِنَّما رَوَى الثَّورِيّ هَذا الحَدِيث
، عَن لَيثِ بنِ أَبِي سُلَيمٍ ، عَن عَدِيٍّ ، عَنِ الصُّنابِحِيِّ ، عَن مُعاذٍ مَوقُوفًا.

وَرَواهُ مُحَمد بن حَسّان الأَزرَقُ ، عَن قَبِيصَة ، عَنِ الثَّورِيِّ
، عَن لَيثٍ بِهَذا الإِسنادِ ، فَقال فِيهِ : قال قَبِيصَةُ : أَراهُ رَفَعَهُ.

وَرَواهُ هَنّاد بن السَّرِيِّ ، عَن قَبِيصَة ، عَنِ الثَّورِيِّ بِهَذا
الإِسنادِ مَوقُوفًا غَير مَرفُوعٍ ، وهُو الصَّحِيحُ عَنِ الثَّورِيِّ “

وقال أبو نعيم في معرفة الصحابة 4726 : حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا عبد
الرحمن بن معاوية العتبي ، ثنا زهير بن عياد الرواسي ، ثنا أبو بكر الداهري ، عن محمد
بن سعيد ، عن إسماعيل بن عبيد الله ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء ، قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم :

 لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى
يسأل عن أربع : عن شبابه فيما أبلاه ، وعن عمره فيما أفناه ، وعن ماله من أين اكتسبه
، وفيما أنفقه .

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/277) :” رواه الطبراني في الكبير
والاوسط وفيه أبو بكر الداهري وهوضعيف جدا “

وقال الدارمي في مسنده 537 : أخبرنا أسود بن عامر ثنا أبو بكر عن الأعمش
عن سعيد بن عبد الله بن جريج عن أبي برزة الأسلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم :” لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه
ما فعل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه”

أقول : وهذا هو الشاهد الذي قوى فيه بعض أهل العلم حديث ابن مسعود المتقدم
وليس فيه قوله ( شبابه فيما أبلاه )

بل ورد في بعض رواياته ما يصرح بمخالفة رواية ابن مسعود حيث نصص على حصر
الأمور المسؤول عنها بأربعة فقط ( انظر مسند الروياني ( 1299) ، وفي رواية ابن مسعود
عدها خمسة

وفي القلب شيء من تقوية هذه الطرق ببعضها 

وعلى كل زيادة ( شبابه فيما أبلاه ) منكرة 

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم