قال أحمد 17142 : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا
مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ قَالَ:
وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا
الْقُلُوبُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا
تَعْهَدُ إِلَيْنَا قَالَ قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا
لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ وَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا
كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ
الْمَهْدِيِّينَ وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا عَضُّوا عَلَيْهَا
بِالنَّوَاجِذِ
فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ حَيْثُمَا انْقِيدَ انْقَادَ
أقول : قوله ( فإنما المؤمن كالجمل الأنف ) زيادة تفرد بها معاوية بن صالح
عن ضمرة بن حبيب ولم ترد هذه الزيادة في جميع طرق الحديث الأخرى فقد روى هذا الحديث
عن عبد الرحمن بن عمرو كل من
1- خالد بن معدان وحديثه عند أبي داود (4609) والدارمي (96) الترمذي
(2676) والبيهقي (20835) وهناك جمع الطرق عنه وغيرهم ولم يذكر هذه الزيادة
2- المهاصر بن حبيب وحديثه عند ابن أبي عاصم في السنة (49) والطبراني في
الكبير ( 623) ولم يذكر هذه الزيادة
3- ضمرة بن حبيب وقد ذكر هذه الزيادة برواية معاوية بن صالح
وقد تابع عبد الرحمن بن عمرو , يحيى بن أبي مطاع على هذا الحديث ولم يذكر
تلك الزيادة .
وحديث يحيى عند الطبراني في الكبير
(622) وابن ماجه (42) وغيرهم كثير
وهل مثل معاوية بن صالح تقبل زيادته من دون غيره ؟
الجواب : أنه صدوق حسن الحديث اختلف فيه الأئمة ما بين قادح ومادح ولخص
حاله في التقريب فقال :” صدوق له أوهام “
فمثله لا يطمئن القلب إلى قبول زيادته من دون كل هؤلاء ، بل الحكم بشذوذ
زيادته هو الأقرب
وهل لهذه اللفظة شواهد ؟
الجواب : نعم ولا ترتقي إلى درجة الحجية
قال ابن المبارك في الزهد 387 : أخبرنا سعيد بن عبدالعزيز عن مكحول قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف الذي إن قيد
انقاد وإذا أنيخ على صخرة استناخ.
وهذا مرسل ، ومكحول مراسيله ليست بالقوية ، فقد تكلموا في سماعه من بعض
التابعين فضلاً عن الصحابة
وقال البيهقي في شعب الإيمان 8129 : أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن إبراهيم
الهراني النيسابوري ثنا أبو علي حامد بن محمد بن معاذ الهروي ثنا علي بن شكان الساوي
نا عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد عن أبيه عن نافع عن ابن عمر قال :”قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم المؤمنون هينون لينون مثل الجمل إن قدته انقاد و إن
انخته استناخ الأول”
رواه العقيلي في ” الضعفاء ” ( 214 ) عن عبد الله بن عبد العزيز
بن أبي رواد عنأبيه عن نافع عن ابن عمر مرفوعا و قال : ” ليس له أصل عن ثقة ،
عبد الله ب عبد العزيز أحاديثه مناكير غير محفوظة ليس ممن يقيم الحديث ، منها
” . ثم ذكر له حديثين هذا أحدهما . و قال أبو حاتم و غيره : ” أحاديثه منكرة
“
أقول : فهذا ضعيفٌ جداً لا يصلح للإعتبار
وبهذا تعلم أن الحديث لا يصح لوهاء
جميع طرقه.
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم