الكلام على زيادة ( إِيَّاكُمْ وَالسَّمَرَ بَعْدَ هُدُوءِ اللَّيْلِ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لاَ يَدْرِي مَا يَبُثُّ اللهُ مِنْ خَلْقِهِ )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال البخاري في الأدب المفرد 1230: حَدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدثنا يَحْيَى
بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، قَالَ: حَدثنا الْقَعْقَاعُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم:

 إِيَّاكُمْ وَالسَّمَرَ بَعْدَ
هُدُوءِ اللَّيْلِ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لاَ يَدْرِي مَا يَبُثُّ اللهُ مِنْ خَلْقِهِ،
غَلِّقُوا الأَبْوَابَ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ، وَأَكْفِئُوا الإِنَاءَ، وَأَطْفِئُوا
الْمَصَابِيحَ.

محمد بن عجلان صدوق وقد انفرد بزيادة ( إِيَّاكُمْ وَالسَّمَرَ بَعْدَ
هُدُوءِ اللَّيْلِ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لاَ يَدْرِي مَا يَبُثُّ اللهُ مِنْ خَلْقِهِ
) من دون هو أوثق منه

قال مسلم في صحيحه 5303- [99-2014] : وحَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ ،
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، حَدَّثَنِي
يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ اللَّيْثِيُّ ، عَنْ يَحْيَى
بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْقَعْقَاعِ
بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ :

 غَطُّوا الإِنَاءَ ، وَأَوْكُوا
السِّقَاءَ ، فَإِنَّ فِي السَّنَةِ لَيْلَةً يَنْزِلُ فِيهَا وَبَاءٌ ، لاَ يَمُرُّ
بِإِنَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غِطَاءٌ ، أَوْ سِقَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ وِكَاءٌ ، إِلاَّ
نَزَلَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ الْوَبَاءِ

وقد روي هذا الخبر من طريقين أخريين عن جابر بغير هذه الزيادة

قال مسلم في صحيحه 5298- [97-…] : وحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ
، أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ
، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ ، أَوْ أَمْسَيْتُمْ ،
فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ ، فَإِذَا ذَهَبَ
سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ ، وَأَغْلِقُوا الأَبْوَابَ ، وَاذْكُرُوا اسْمَ
اللهِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا ، وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ
، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ ، وَلَوْ
أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا ، وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ.

5299- […] وحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ، أَخْبَرَنَا رَوْحُ
بْنُ عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ،
أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ، يَقُولُ نَحْوًا مِمَّا أَخْبَرَ عَطَاءٌ
، إِلاَّ أَنَّهُ لاَ يَقُولُ : اذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.

5300- […] وحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ النَّوْفَلِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ عَطَاءٍ ، وَعَمْرِو
بْنِ دِينَارٍ ، كَرِوَايَةِ رَوْحٍ.

ورواية عطاء خرجها البخاري ، وكلاهما اجتنب زيادة ابن عجلان في الصحيح

فالأقرب القول بشذوذ هذه الزيادة ، وإنما وردت من مرسل طاوس بلفظ فيه اختلاف

قال معمر في جامعه 19872 : عن ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَا
أُرَاهُ إِلَّا رَفَعَهُ، قَالَ:

إِيَّاكُمْ وَالْخُرُوجَ بَعْدَ هَدْأَةِ اللَّيْلِ، فَإِنَّ لِلَّهِ دَوَابَّ
يَبُثُّهَا فِي الْأَرْضِ تَفْعَلُ مَا تُؤْمَرُ بِهِ، فَإِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمْ نَهِيقَ
حِمَارٍ، أَوْ نُبَاحَ كَلْبٍ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُمْ
يَرَوْنَ مَا لَا تَرَوْنَ.

فهذا في الخروج وحديثنا في السمر

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم