قال أحمد في مسنده 27486 – حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ عُتْبَةَ السُّلَمِيُّ،
عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” لَوْ غُفِرَ لَكُمْ
مَا تَأْتُونَ إِلَى الْبَهَائِمِ لَغُفِرَ لَكُمْ كَثِيرًا “
هيثم بن خارجة اضطرب فيه فتارةً رواه مرفوعاً وتارة رواه موقوفاً
قال عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ
خَارِجَةَ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ كُلِّهَا، إِلَّا أَنَّهُ
أَوْقَفَ مِنْهَا حَدِيثَ: ” لَوْ غُفِرَ لَكُمْ مَا تَأْتُونَ إِلَى الْبَهَائِمِ
” وَقَدْ حَدَّثَنَاهُ أَبِي عَنْهُ مَرْفُوعًا
والموقوف أصح فقد روى أبو زرعة الدمشقي هذا الخبر عن أبي سليمان بن عتبة
موقوفاً
قال أبو زرعة في تاريخه ص41 حدثنا سليمان بن عتبة عن يونس بن ميسرة عن
أم الدرداء عن أبي الدرداء قال: لئن غفر لكم ما تأتون إلى البهائم، لقد غفر لكم كبيراً،
وقال: ذنباً.
ومما يؤيد الوقف ما روى الحارث بن أبي أسامة في مسنده كما في بغية الباحث
885 :
حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ , عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ , أَنَّ أَبَا
الدَّرْدَاءِ , مَرَّ بِقَوْمٍ قَدْ أَنَاخُوا بَعِيرًا , فَحَمَلُوا غِرَارَتَيْنِ
ثُمَّ عَلَوصًا , فَلَمْ يَسْتَطِعِ الْبَعِيرُ أَنْ يَنْهَضَ، فَأَهَالَهَا أَبُو
الدَّرْدَاءِ عَنِ الْبَعِيرِ , ثُمَّ أَنْهَضَهُ فَانْتَهَضَ , ثُمَّ قَالَ أَبُو
الدَّرْدَاءِ: لَئِنْ غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ مِثْلَ مَا تَأْتُونَ إِلَى الْبَهَائِمِ
لَيَغْفِرَنَّ لَكُمْ عَظِيمًا , إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ «اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِهَذِهِ الْعُجْمِ خَيْرًا أَنْ تَنْزِلُوا
بِهَا مَنَازِلَهَا , فَإِذَا أَصَابَتْكُمْ سِنَةٌ أَنْ تَنْجُوا عَلَيْهَا بِنِقْيِهَا»
وهذا منقطع إلى أنه يقوي الرواية الموقوفة
وقد رجح الوقف المنذري حيث قال في الترغيب والترهيب (3/281) : رواه أحمد
والبيهقي مرفوعاً هكذا، ورواه عبد الله في زياداته موقوفاً على أبي الدرداء، وإسناده
أصح، وهو أشبه.
فالصواب أنه من كلام أبي الدرداء لا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم