الكلام على حديث : ( لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال يا محمد أقرئ أمتك مني السلام )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال الترمذي في جامعه [ 3462 ] حدثنا عبد الله بن أبي زياد حدثنا سيار
حدثنا عبد الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه
عن بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم
أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا
إله إلا الله والله أكبر

أقول : عبد الرحمن بن إسحاق ضعيف ، بل الأظهر أنه ضعيفٌ جداً

فقد قال فيه أحمد :” ليس بشيءٍ ، منكر الحديث ” وهذا جرحٌ شديد

وقال ابن معين :” ضعيف ، ليس بشيءٍ ” وهذا أيضاً جرحٌ شديد

وقال البخاري :” فيه نظر ” وهذا جرح شديد

وبقية الأئمة على تضعيفه ، وبعضهم جوز الاعتبار بخبره كالعجلي

وفي الباب عن أبي أيوب

وقال أحمد في مسنده 23598 : ثنا أبو عبد الرحمن ثنا حيوة أخبرني أبو صخر
ان عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر أخبره عن سالم بن عبد الله أخبرني أبو
أيوب الأنصاري :” أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة أسرى به مر على إبراهيم
فقال من معك يا جبريل قال هذا محمد فقال له إبراهيم مر أمتك فليكثروا من غراس الجنة
فان تربتها طيبة وأرضها واسعة قال وما غراس الجنة قال لا حول ولا قوة الا بالله”

أقول : وقد ضعف محققوا المسند سند هذا الحديث ، من أجل عبد الله بن عبد
الرحمن بن عبد الله بن عمر .

 وهو يختلف عن حديث ابن مسعود فإن
في حديث ابن مسعود أن غراس الجنة (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
) وفي حديث أبي أيوب أنها ( لا حول ولا قوة إلا بالله )

ثم إن في حديث ابن مسعود زيادة (يا محمد أقرئ أمتك مني السلام ) ولا شاهد
لها في حديث أبي أيوب ولا حديث ابن عمر الآتي

وفي الباب عن ابن عمر

قال الطبراني في الدعاء ص499 : العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا عتيق بن يعقوب
الزبيري ثنا عقبة بن علي مولى آل الزبير عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي
الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 أكثروا من غرس الجنة فإنه عذب
ماؤها طيب ترابها فأكثروا من غراسها لا حول ولا قوة إلا بالله .

أقول : عقبة بن علي قال الذهبي في الميزان :” عقبة بن على . عن هشام
بن عروة. قال العقيلى : لا يتابع على حديثه ، وربما حدث بالمنكر عن الثقات”

وعبد الله بن عمر العمري ضعيف ، وليس في هذا الخبر ذكر نبي الله إبراهيم
أصلاً ، وهو يخالف حديث ابن مسعود في ذكر غراس الجنة

والخلاصة أن الخبر باللفظ الطويل الذي عند الترمذي من حديث ابن مسعود ضعيف
لا يشك في ضعفه

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم