الكلام على حديث ( فعند ذلك يقول الكافر: يا ليتني كنت ترابًا )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال ابن جرير في تفسيره (24/ 180) : حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا المحاربي
عبد الرحمن بن محمد، عن إسماعيل بن رافع المدني، عن يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب القُرظيِّ،
عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يَقْضِي
اللهُ بَينَ خَلْقِهِ الجِنِّ والإنْسِ والبَهائم، وإنَّه لَيَقِيدُ يَوْمَئِذٍ الجَمَّاءَ
مِنَ القَرْناءِ، حتى إذَا لَمْ يَبْقَ تَبِعَةٌ عِنْدَ وَاحِدَةٍلِأُخْرَى، قَالَ
اللَّهُ: كُونُوا تُرَابًا، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقُولُ الْكَافِرُ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ
تُرَابًا

إسماعيل بن رافع متروك وقد خولف فروي الخبر موقوفاً بدون ذكر الاقتصاص

قال الطبري في تفسيره (24/ 180) : حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن
ثور، عن معمر؛ قال: وحدثني جعفر بن بُرْقَان، عن يزيد بن الأصمّ، عن أبي هريرة، قال:
” إن الله يحشر الخلق كلهم، كل دابة وطائر وإنسان، يقول للبهائم والطير: كونوا
ترابًا، فعند ذلك يقول الكافر: يا ليتني كنت ترابا “.

فهذا علة للمرفوع لا يصلح أن يكون شاهداً له ، والموقوف وإن كان له حكم
الرفع فلا بد من تمييز الموقوف عن المرفوع

وقال الطبري في تفسيره (24/ 180) : حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا محمد
بن جعفر وابن أبي عديّ، قالا ثنا عوف، عن أبي المغيرة، عن عبد الله بن عمرو، قال:
” إذا كان يوم القيامة، مُدّ الأديم، وحُشِر الدوابّ والبهائم والوحش، ثم يحصل
القصاص بين الدوابّ، يقتصّ للشاة الجمَّاء من الشاة القرناء نطحتها، فإذا فرغ من القصاص
بين الدوابّ، قال لها: كوني ترابا، قال: فعند ذلك يقول الكافر: يا ليتني كنت ترابًا
“.

أبو المغيرة هو القواس وثقه ابن معين 
وضعفه غيره ولا يعلم سماعه من ابن عمرو 
وهذا موقوف وذكر الاقتصاص له شواهد مرفوعة ثابتة وإنما البحث في تفسيره لقوله
( يا ليتني كنت تراباً )

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم