قال أحمد في مسنده 11248 : حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا
اسْتَجَدَّ ثَوْبًا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ قَمِيصٌ – أَوْ عِمَامَةٌ – ثُمَّ يَقُولُ:
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ، أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهِ
وَخَيْرِ مَا صُنِعَ لَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ.
الجريري اختلط وقد روى هذا الحديث عنه جمع غفير عامتهم روى عنه بعد الاختلاط
، وقد أعل النسائي هذا الخبر بالإرسال
قال النسائي في السنن الكبرى 10141 : أخبرني إبراهيم بن يعقوب قال حدثنا
عبد الله بن يوسف قال حدثنا عيسى بن يونس قال حدثنا سعيد أبو مسعود الجريري عن أبي
نضرة عن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا استجد ثوبا سماه
باسمه فقال اللهم أنت كسوتني هذا الثوب فلك الحمد أسألك من خيره وخير ما صنع له وأعوذ
بك من شره وشر ما صنع له تابعه عبد الله بن المبارك وخالفهما حماد بن سلمة
10142 : أخبرنا الحسن بن أحمد بن حبيب قال حدثنا إبراهيم وهو بن الحجاج
قال حدثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي العلاء بن عبد الله بن الشخير : أن
رسول الله كان إذا لبس ثوبا جديدا قال اللهم إني أسألك من خيره ومن خير ما صنع له وأعوذ
بك من شره وشر ما صنع له قال أبو عبد الرحمن حماد بن سلمة في الجريري أثبت من عيسى
بن يونس لأن الجريري كان قد اختلط وسماع حماد بن سلمة منه قديم قبل أن يختلط قال يحيى
بن سعيد القطان قال كهمس أنكرنا الجريري أيام الطاعون وحديث حماد أولى بالصواب من حديث
عيسى وابن المبارك وبالله التوفيق
لذا اجتنب النسائي هذا الخبر في سننه الصغرى ، وعامة الأحاديث التي يذكرها
في سننه الكبرى ثم لا يذكرها في الصغرى تكون لعلة بينها في الكبرى في الغالب
ومما يرجح رواية حماد بن سلمة على رواية البقية أنهم سلكوا الجادة فأبو
نضرة عن أبي سعيد جادة مطروقة ، وأما أبو العلاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فهذا
سند صعب لا يحفظه إلا حافظ
ولكن يزيد بن هارون روى هذا الخبر عن الجريري مرسلاً ولكن من طريق أبي
نضرة
قال ابن أبي شيبة في المصنف 30378: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ،
قَالَ : أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم إذَا لَبِسَ ثَوْبًا جَدِيدًا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ إِنْ كَانَ
قَمِيصًا ، أَوْ إزَارًا ، أَوْ عِمَامَةً يَقُولُ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ
كَسَوْتنِي هَذَا ، أَسْأَلُك مِنْ خَيْرِهِ وَخَيْرِ مَا صُنِعَ لَهُ وَأَعُوذُ بِكَ
مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ.
وقد أشار أبو داود إلى تلك العلة التي نبه إليها النسائي
قال أبو داود في سننه 4022 : حدثنا مسلم بن إبراهيم ثنا محمد بن دينار
عن الجريري بإسناده ومعناه
قال أبو داود عبد الوهاب الثقفي لم يذكر فيه أبا سعيد وحماد بن سلمة قال
عن الجريري عن أبي العلاء عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أبو داود حماد بن سلمة
والثقفي سماعهما واحد
فيكون الثقفي أيضاً رواه مرسلاً
وقال الوادعي في أحاديث معلة ظاهرها الصحة : 169- قال الحاكم رحمه الله
(ج4ص311 بتحقيقنا ) : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا الحسن بن علي بن عفان ،
ثنا أبو أسامة ، ثنا سعيد بن إياس الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد رضي الله عنه
قال : كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ إذا استجد ثوبا سماه
عمامة أو قميصا أو رداء ثم يقول : ” اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك من خيره
وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له “
” هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ” .
كذا قال الحاكم حكم عليه بظاهر الحديث ولكن الحافظ فى “نتائج الأفكار”
(ج1ص123)يذكر أن النسائى رواه من طريق حماد بن سلمة عن الجريرى عن أبى
العلاء بن عبد الله بن الشخير عن النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ
مرسلاً
و قال : هذا أولى بالصواب من رواية عيسى بن يونس -يعنى الذى يرويه عن سعيد
الجريرى -فإنه سمع من الجريرى بعد الإختلاط و سماع حماد عنه قديم قبل اختلاطه ثم قال
الحافظ: و كذا أشار أبو داود إلى هذه العلة و أفاد علة أخرى و هى أن عبد الوهاب الثقفى
رواه عن الجريرى عن أبى نضرة مرسلا لم يذكر أبا سعيد و غفل ابن حبان و الحاكم عن علته
فصححاه
أخرجه ابن حبان من رواية عيسى ابن يونس ومن رواية خالد الطحان .وأخرجه
الحاكم من رواية أبى أسامة كلهم عن الجريرى وكل من ذكرناه سوى حماد والثقفى سمع من
الجريري بعد اختلاطه.اهـ المراد منه.
أقول : فالحديث من طريق الجريري معلول
وقد ذكر محققوا المسند له شاهداً حسنوه به
قال أبو داود في سننه 4023 : حدثنا نصير بن الفرج ثنا عبد الله بن يزيد
ثنا سعيد يعني ابن أبي أيوب عن أبي مرحوم عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال ” من أكل طعاما ثم قال الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام
ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال ومن لبس ثوبا
فقال الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم
من ذنبه وما تأخر “
أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون ضعفه أبو حاتم وابن معين وقال النسائي
: أرجو أنه لا بأس به . وذكره ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار وقال : كان يهم في
الأحايين .
فمثله لا يحتج خصوصاً مع انفراده بهذا المتن المنكر أعني لفظة ( وما تأخر
)
ثم إنه شاهد قاصر ليس فيه (أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهِ وَخَيْرِ مَا صُنِعَ
لَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ) والمتن مختلف تماماً فما
يصلح التقوية بهذه الطريقة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم