الكلام على حديث: (اللهم إني أعوذ بك من جار السوء ومن زوج تُشيِّبني قبل المشيب)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

رأيت عدداً من الفضلاء يذكر هذا الحديث تعليقاً على حوادث عدة، وينسبه للنبي الكريم ﷺ، ويريدون موطن الشاهد (ومن زوج تُشيِّبُني قبل المشيب).

وهذا دعاء جليل غير أنه لا يصح عن النبي ﷺ، وإنما نسبه السلف لنبي الله داود عليه الصلاة والسلام.

قال الطبراني في «الدعاء»: “١٣٣٩- حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا الحسن بن حماد الحضرمي، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: كان من دعاء رسول الله ﷺ: اللهم إني أعوذ بك من جار السوء، ومن زوج تُشيِّبُني قبل المشيب، ومن ولد يكون عليَّ رِبًا، ومن مال يكون علي عذابًا، ومن خليل ماكر، عينه تراني وقلبه يرعاني، إن رأى حسنة دفنها، وإذا رأى سيئة أذاعها”.

هذا الإسناد الذي قواه بعض المعاصرين وظاهره السلامة، غير أن الحسن بن حماد الحضرمي (سجادة) خالفه جمع، فرووه عن سعيد المقبري أنه قال: “كان من دعاء داود”، وهُم:

  1. أبو سعيد الأشج كما في «حديثه» حيث قال: “٦٩- حدثنا أبو خالد عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد قال: كان من دعاء داود عليه السلام: اللهم إني أعوذ بك من جار السوء ومن زوج تشيبني قبل المشيب، ومن ولد يكون علي ربا، ومن مال يكون علي عذابا ومن خليل ماكر عيناه ترياني وقلبه يرعاني إذا رأى حسنة دفنها وإن رأى سيئة أذاعها”.
  2. وهناد بن السري كما في كتاب «الزهد» له.
  3. وأبو بكر بن أبي شيبة كما في «مصنفه» وقد رواه مختصراً بذكر التعوذ من جار السوء فقط.
  4. ولا شك أن رواية الجمع أولى، وذكر السلف لمثل هذا داخل في الإذن النبوي «وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج» ومن خير ما يُحدِّث به بنو إسرائيل الأدعية عن أنبيائهم، وقد ثبت أن عائشة قبلت رقية يهودية والرقية من باب الدعاء، وثبت أن عمر استحسن دعاءً سمعه من كعب الأحبار.
  5. وهذا دعاء جليل يحتاجه الناس، خصوصاً في هذه الأيام مع المنظومات القانونية الجائرة وفشو أفكار النسوية.