الكلام على حديث : ( أفضل الحج العج والثج )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال ابن أبي شيبة في المصنف 15287- حدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَخْزُومِيِّ ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَفْضَلُ الْحَجِّ
: الْعَجَّ وَالثَّجَّ.

الْعَجَّ : الْعَجِيجُ بِالتَّلْبِيَةِ ، وَالثَّجَّ : نَحْرُ الْبُدْنِ.

إبراهيم بن يزيد الخوزي متروك

قال أبو يعلى في مسنده 5086 : حدثنا أبو هشام الرفاعي قال : حدثنا أبو
أسامة حدثنا أبو حنيفة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عبد الله قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم : أفضل الحج العج والثج فأما العج فالتلبية وأما الثج فنحر البدن
.

أبو حنيفة متروك وليس صالحاً في الشواهد والمتابعات وانظر لذلك ما كتبه
الوادعي في ( نشر الصحيفة )

بل هو اعترف على نفسه قال الترمذي في العلل الكبير (1/388) : سَمِعْتُ
مَحْمُودَ بْنَ غَيْلَانَ , يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمُقْرِيَّ , يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا
حَنِيفَةَ , يَقُولُ: عَامَّةُ مَا أُحَدِّثُكُمْ خَطَأٌ.

قال  الألباني في الضعيفة (7/ 294) :” فرجع الأثر إلى عن أبي
حنيفة ، وقد أشار إلى ذلك الحافظ الجورقي عقب الحديث وقال : “وأبو حنيفة متروك
الحديث” . ومن شاء استيعاب أقوال حفاظ الأئمة فيه فليرجع إلى ما تقدم ذكره تحت
الحديث (458) ؛ فإنك ستعلم حينئذ مبلغ تعصب ابن التركماني في قوله تحت هذا الأثر في
“الجوهر النقي” :

“وإن ضعفوا هذا الأثر من أجل أبي حنيفة ، فهو وإن تكلم فيه بعضهم
، فقد وثقه كثيرون ، وأخرج له ابن حبان في “صحيحه” ، واستشهد به الحاكم في
“المستدرك” ، ومثله في دينه وورعه وعلمه لا يقدح فيه كلام أولئك” !

قلت : هذا تعطيل لعلم الجرح تعصباً  ” انتهى المراد نقله

قال  الألباني في الضعيفة (1/661) :” وتوضيحا لذلك أقول : ذكرت
هناك أن أبا حنيفة قد ضعفه من جهة حفظه :

البخاري ، ومسلم ، والنسائي ، وابن عدي وغيرهم من أئمة الحديث ، فأذكر
هنا نصوص الأئمة المشار إليهم وغيرهم ممن صح ذلك عنهم ، ليكون

القاريء على بينة من الأمر ، ولا يظن أحد منهم أن فيما ذكرنا هناك ما يمكن
أن يدعي مدع أنه اجتهاد منا ، وإنما هو الاتباع لأهل العلم والمعرفة والاختصاص ، والله
عز وجل يقول : { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } ، ويقول : { فاسأل به خبيرا
} .

1 – قال الإمام البخاري في ” التاريخ الكبير ” ( 4 / 2 / 81
) : سكتوا عنه .

2 – وقال الإمام مسلم في ” الكنى والأسماء ” ( ق 31 / 1 ) :
مضطرب الحديث ليس له كبير حديث صحيح .

3 – وقال النسائي في آخر ” كتاب الضعفاء والمتروكين ” ( ص
57 ) : ليس بالقوي في الحديث ، وهو كثير الغلط على قلة روايته .

4 – وقال ابن عدي في ” الكامل ” ( 403 / 2 ) :

له أحاديث صالحة ، وعامة ما يرويه غلط وتصاحيف وزيادات في أسانيدها ومتونها
، وتصاحيف في الرجال ، وعامة ما يرويه كذلك ، ولم يصح له في جميع ما يرويه ، إلا بضعة
عشر حديثا ، وقد روى من الحديث لعله أرجح من ثلاثمائة حديث ، من مشاهير وغرائب ، وكله
على هذه الصورة ، لأنه ليس هو من أهل الحديث ، ولا يحمل عمن يكون هذه صورته في الحديث
.

5 – قال ابن سعد في ” الطبقات ” ( 6 / 256 ) : كان ضعيفا في
الحديث .

6 – وقال العقيلي في ” الضعفاء ” ( ص 432 ) : حدثنا عبد الله
بن أحمد قال :

سمعت أبي يقول : حديث أبي حنيفة ضعيف .

7 – وقال ابن أبي حاتم في ” الجرح والتعديل ” ( 4 / 1 / 450
) : حدثنا حجاج ابن حمزة قال : أنبأنا عبدان بن عثمان قال : سمعت ابن المبارك يقول
: كان أبو حنيفة مسكينا في الحديث .

8 – وقال أبو حفص بن شاهين : وأبو حنيفة ، فقد كان في الفقه ما لا يدفع
من علمه فيه ، ولم يكن في الحديث بالمرضي ، لأنه للأسانيد نقادا ، فإذا لم يعرف الإسناد
ما يكتب وما كذب نسب إلى الضعف .

كذا في فوائد ثبتت في آخر نسخة ” تاريخ جرجان ” ( ص 510 –
511 ) .

9 – قال ابن حبان : له أحاديث صالحة ، وعامة ما يرويه غلط وتصاحيف وزيادات
في أسانيدها ومتونها ، وتصاحيف في الرجال ، وعامة ما يرويه كذلك ، ولم يصح له في جميع
ما يرويه ، إلا بضعة عشر حديثا ، وقد روى من الحديث لعله أرجح من ثلاثمائة حديث ، من
مشاهير وغرائب ، وكله على هذه الصورة ، لأنه ليس هو من أهل الحديث ، ولا يحمل عمن يكون
هذه صورته في الحديث .

وكان رجلا جدلا ظاهر الورع لم الحديث صناعته حدث بمئة وثلاثين حديثا مسانيد
ما له حديث في الدنيا غيرها أخطأ منها في مئة وعشرين حديثا إما أن يكون أقلب إسناده
أو غير متنه من حيث لا يعلم فلما غلب خطؤه على صوابه استحق ترك الاحتجاج به في الأخبار
.

10 – وقال الدارقطني في ” سننه ” وقد ساق عن أبي حنيفة عن موسى
بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد عن جابر مرفوعا : ” من كان له إمام فقراءة الإمام
له قراءة ” ، فقال الدارقطني عقبه ( ص 123 ) : لم يسنده عن موسى بن أبي عائشة
غير أبي حنيفة ، والحسن بن عمارة ، وهما ضعيفان .

11 – وأورده الحاكم في ” معرفة علوم الحديث ” في جماعة من الرواة
من أتباع التابعين فمن بعدهم ، لم يحتج بحديثهم في الصحيح ، وختم ذلك بقوله ( ص
256 ) :

فجميع من ذكرناهم ، قوم قد اشتهروا بالرواية ، ولم يعدوا في طبقة الأثبات
المتقنين الحفاظ .

12 – وذكر الحافظ عبد الحق الأشبيلي في ” الأحكام ” ( ق 17
/ 2 ) حديث خالد بن علقمة عن عبد خير عن على في وضوئه صلى الله عليه وسلم : فمسح برأسه
مرة ، وقال عقبه : كذا رواه الحفاظ الثقات عن خالد ، ورواه أبو حنيفة عن خالد فقال
: ومسح رأسه ثلاثا

ولا يحتج بأبي حنيفة لضعفه في الحديث .

13 – وأورده ابن الجوزي في كتابه ” الضعفاء والمتروكين ” (
3 / 163 ) ونقل تضعيف النسائي وغيره ممن تقدم ذكره وعن الثوري أنه قال : ليس بثقة وعن
النضر ابن شميل : متروك الحديث .

14 – قال الذهبي في ” ديوان الضعفاء ” ( ق 215 / 1 – 2 ) : النعمان
الإمام رحمه الله ، قال ابن عدي : عامة ما يرويه غلط وتصحيف وزيادات ، وله أحاديث صالحة
، وقال النسائي : ليس بالقوي في الحديث كثير الغلط والخطأ على قلة روايته ، وقال ابن
معين : لا يكتب حديثه .

وهذا النقل عن ابن معين معناه عنده أن أبا حنيفة من جملة الضعفاء ، وهو
يبين لنا أن توثيق ابن معين للإمام أبي حنيفة الذي ذكره الحافظ في ” التهذيب
” ليس قولا واحدا له فيه ، والحقيقة أن رأى ابن معين كان مضطربا في الإمام ، فهو

تارة يوثقه ، وتارة يضعفه كما في هذا النقل ، وتارة يقول فيما يرويه ابن
محرز عنه في ” معرفة الرجال ” ( 1 / 6 / 1 ) : كان أبو حنيفة لا بأس به ،
وكان لا يكذب ، وقال مرة أخرى : أبو حنيفة عندنا من أهل الصدق ، ولم يتهم بالكذب .

ومما لا شك فيه عندنا أن أبا حنيفة من أهل الصدق ، ولكن ذلك لا يكفي ليحتج
بحديثه حتى ينضم إليه الضبط والحفظ ، وذلك مما لم يثبت في حقه رحمه الله ، بل ثبت فيه
العكس بشهادة من ذكرنا من الأئمة ، وهم القوم لا يضل من أخذ بشهادتهم واتبع أقوالهم”
انتهى كلام الألباني بتصرف

أقول : كلام البخاري والنسائي وابن معين والنضر وابن عدي وسفيان كله جرح
شديد لذا رجح الجوزقاني أنه ( متروك )

وقال الترمذي جامعه 827 : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، ح وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا
ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ

مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَرْبُوعٍ،
عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
سُئِلَ: أَيُّ الحَجِّ أَفْضَلُ؟ قَالَ: العَجُّ وَالثَّجُّ.

ولكن الإمام الترمذي رحمه الله في “سننه” (ج3ص190) بعد أن ذكر
الحديث حديث أبي بكر غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان و
محمد بن المنكدر لم يسمع من عبد الرحمن بن يربوع وقد روى محمد بن المنكدر عن سعيد بن
عبد الرحمن بن يربوع عن أبيه غير هذا الحديث.

وروى أبو نعيم الطحان ضرار بن صرد هذا الحديث عن ابن أبي فديك عن الضحاك
عن عثمان عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن عبد الرحمن ابن يربوع عن أبيه عن أبي بكر عن
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وأخطأ فيه ضرار.

قال أبو عيسى سمعت أحمد بن الحسن يقول: قال أحمد بن حنبل: من قال في هذا
الحديث عن محمد بن المنكدر, عن ابن عبد الرحمن بن يربوع, عن أبيه فقد أخطأ.

قال وسمعت محمداً يقول: وذكرت له حديث ضرار بن صرد عن ابن أبي فديك فقال:
هو خطأ, فقلت: قد رواه غيره عن ابن أبي فديك أيضا مثل روايته فقال لا شيء إنما رووه
عن ابن أبي فديك ولم يذكروا فيه عن سعيد بن عبد الرحمن ورأيته يُضعِّفُ ضرار بن صرد.

والعج هو رفع الصوت بالتلبية والثج هو نحر البدن “

عبد الرحمن مجهول وكذا ابنه سعيد ، ولذا الحديث لا يثبت لشدة ضعف طرقه
إلا الأخير

وهنا فوائد :

( 1) سئل الإمام الدارقطني في العلل : 3163 – عَن حَديث طارق بن شهاب ،
عن ابن مسعود ، عنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم ، قال : أفضل الحج العج والثج.

فقال : يرويه أبو حنيفة ، عن قيس بن مسلم ، واختُلِفَ عنه ؛

فرواه أبو أسامة ، عن أبي حنيفة مَرفوعًا.

وخالفه المعافى بن عمران ، ومحمد بن الحسن ، روياه عن أبي حنيفة مَوقوفًا.

وهو الصواب.اهـ

( 2) حديث أبي بكر رضي الله عنه :

سئل الإمام الدارقطني في العلل : س 71- وسُئِل عَن حَدِيثِ عَبدِ الرَّحمَنِ
بنِ يَربُوعٍ ، عَن أَبِي بَكرٍ الصِّدِّيقِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه
وسَلم : أَفضَلُ الحَجِّ العَجُّ والثَّجُّ.

فَقال : يَروِيهِ مُحَمد بن المُنكَدِرِ ، واختُلِف عَنهُ :

فَرَواهُ ابن أَبِي فُدَيكٍ ، عَنِ الضَّحّاكِ بنِ عُثمان ، عَن مُحَمدِ
بنِ المُنكَدِرِ ، عَن عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ يَربُوعٍ ، عَن أَبِي بَكرٍ.

حَدَّثنا بِهِ يَحيَى بن مُحَمدِ بنِ صاعِدٍ إِملاَءً ، قال : حَدَّثنا
يَحيَى بن المُغِيرَةِ أَبُو سَلَمَة ، قال : حَدَّثنا ابن أَبِي فُدَيكٍ ، عَنِ الضَّحّاكِ
بنِ عُثمان ، عَنِ ابنِ المُنكَدِرِ ، عَن عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ يَربُوعٍ ، عَن أَبِي
بَكرٍ الصِّدِّيقِ.

قال سُئِل رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم ، عَن أَفضَلِ الأَعمالِ
؟ , قال : العَجُّ ، والثَّجُّ.

وَقال ضِرارُ بن صُرَد ، عَنِ ابنِ أَبِي فُدَيكٍ ، عَنِ الضَّحّاكِ ،
عَنِ ابنِ المُنكَدِرِ ، عَن سَعِيدِ بنِ عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ يَربُوعٍ ، عَن أَبِيهِ.

وَرَواهُ الواقِدِيُّ ، عَن رَبِيعَة بنِ عُثمان ، عَنِ الضَّحّاكِ بنِ
عُثمان ، عَنِ ابنِ المُنكَدِرِ ، عَن سَعِيدِ بنِ عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ يَربُوعٍ ،
عَن أَبِي بَكرٍ.

وَقال الواقِدِيُّ أَيضًا : عَنِ المُنكَدِرِ بنِ مُحَمدٍ ، عَن أَبِيهِ
، عَن عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ سَعِيدِ بنِ يَربُوعٍ ، عَن جُبَيرِ بنِ الحُوَيرِثِ ،
عَن أَبِي بَكرٍ.

والقَولُ الأَوَّلُ الأَشبَهُ بِالصَّوابِ.

وَقال أَهلُ النَّسَبِ : إِنَّهُ عَبد الرَّحمَنِ بن سَعِيدِ بنِ يَربُوعٍ
، ومَن قال : سَعِيد بن عَبدِ الرَّحمَنِ فَقَد وهِم والله أَعلَمُ.اهـ 

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم