الكتب التي ينصح بها سعيد بن مسفر المبتدئين !

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

سئل سعيد بن مسفر بعد محاضرةٍ له بعنوان ( آثار الصدق ) السؤال التالي
:” دلني على كتب تفيدني في أمور ديني؟”

فأجاب : طبعاً الكتب كثيرة؛ ولكن ندل الناس -خاصةً المبتدئين منهم- على
بعضها.

فيا إخواننا! من الكتب التي ندل عليها -وبالطبع كتاب الله لا يقال له أنه
من الكتب؛ لأنه لا يُقارن بغيره من كتب البشر-: أولاً:من كتب السنة: اقرأ: كتاب اللؤلؤ
والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان وابدأ بحفظ أحاديثه؛ حتى تكون ثقافتك الحديثية صحيحة،
فكل حديث تقرأه من هذا الكتاب كأنه من القرآن؛ لأنه اتفق عليه البخاري و مسلم ، في
صحيحيهما .

ثانياً:من كتب السلف: اقرأ كتب ابن تيمية رحمه الله.

واقرأ كتب ابن القيم رحمه الله، خصوصاً كتابه زاد المعاد في هدي خير العباد
، وكتابه إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ، وكتابه الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء
الشافي ، وكتابه الوابل الصيِّب من الكَلِم الطيِّب ، وكتابه طريق الهجرتين وباب السعادتين
، وكتابه مدارج السالكين في منازل إياك نعبد وإياك نستعين ، وكتابه حادي الأرواح إلى
بلاد الأفراح ، وكتابه إعلام الموقعين عن رب العالمين ، كل كتب ابن القيم قيمة، أي
كتاب تلقاه لـ ابن القيم اقرأه.

ثالثاً:من كتب المعاصرين: اقرأ كتب سيد سابق ، وكتب أبي الأعلى المودودي
، وكتب أبي الحسن الندوي ، و سيد قطب ، و محمد قطب ، واقرأ كتب يوسف القرضاوي ، والشيخ
أبي بكر الجزائري ، واقرأ كتب الشيخ عبد العزيز بن باز ؛ فله رسائل كثيرة، وله كتاب
اسمه الفتاوى بطبعتين: طبعة دار الدعوة، وفتاوى طبعته مجلة البحوث.

هذه الكتب جميعها موثوق في أهلها، فإذا اشتريت هذه الكتب وقرأتها -إن شاء
الله- فستكون عندك ثقافة إسلامية كبيرة -بإذن الله-.

والله الموفق”

أقول : الله المستعان عوار هذه الفتيا واضح , غير أنني أود التنبيه على
أمور

أولها : لم ينصح بشيء من كتب السنة إلا اللؤلؤ والمرجان

فلعل قائلاً يقول : إنه يخاف على العوام من الأحاديث الضعيفة الموجودة
في الكتب الأخرى

فأقول : كان الأوجب أن يخاف من المخالفات العقدية في كتب سيد قطب ومحمد
قطب والندوي والمودودي والقرضاوي !

ثانيها : قفز أئمة الدعوة النجدية وابن رجب الحنبلي وجميع كتب العقيدة
المسندة مثل السنة للخلال والإبانة لابن بطة والسنة لللالكائي وغيرها من الكتب التي
ما أظنه هو نفسه قرأها

ثالثها : ينصح سعيد بن مسفر بجميع كتب سيد قطب بما فيها كتابه ( كتب وشخصيات
) الذي يقول فيه ص/ [242 – 243] :

” إن معاوية وزميله عمْراً لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل
النفوس، وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب. ولكن لأنهما طليقان في استخدام
كل سلاح، وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع. وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب
والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك على أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل.
فلا عجب ينجحان ويفشل، وإنه لفشل أشرف من كل نجاح.

على أن غلبة معاوية على علي، كانت لأسباب أكبر من الرجلين: كانت غلبة جيل
على جيل، وعصر على عصر، واتجاه على اتجاه. كان مد الروح الإسلامي العالي قد أخذ ينحسر.
وارتد الكثيرون من العرب إلى المنحدر الذي رفعهم منه الإسلام، بينما بقي علي في القمة
لا يتبع هذا الانحسار، ولا يرضى بأن يجرفه التيار. من هنا كانت هزيمته , وهي هزيمة
أشرف من كل انتصار.

وهنا نصل إلى الملاحظة الرابعة. إذ نرى المؤلف يهش لروح النفعية في السياسة،
ويشيد بأصحابها، ولا يعترف بغير النجاح العملي، ولو على أشلاء المثل العليا والأخلاق”

وبما فيها العدالة الاجتماعية التي يقول فيها ص206 :” ونحن نميل إلى
اعتبار خلافة علي امتداداً طبيعياً لخلافة الشيخين قبله، وأن عهد عثمان كان فجوة بينهما”

وبما فيها التصوير الفني في القرآن الكريم الذي يقول فيه :” لنأخذ
موسى؛ إنه نموذج للزعيم المندفع العصبي المزاج “

وبما فيها معالم في الطريق الذي يقول :” وأخيراً؛ يدخل في إطار المجتمع
الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة! وهذه المجتمعات لا تدخل في هذا
الإطار؛ لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله، ولا أنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله
أيضاً، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها؛
فهي – وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله – تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله، فتدين
بحاكمية غير الله، فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها، وشرائعها، وقيمها، وموازينها، وعاداتها،
وتقاليدها… وكل مقومات حياتها تقريباً!

والله سبحانه يقول عن الحاكمين:

{ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ
}”

وغيرها من المخالفات العقدية الكبيرة التي تكلم عليها غير واحد ا

وكلام أهل العلم في سيد قطب ومؤلفاته كثيرٌ معروف متيسرٌ لمن أراده

وأما القرضاوي ومحمد قطب والمودودي فلا أطيل الكلام فيهم ، وخصوصاً القرضاوي
فقد صار مكشوفاً للناس جميعاً ، إلا من هو سادرٌ في غيه

رابعها : يذكر سيد قطب والمودوي ثم يذكر الندوي وبينهما من المنافرة الشيء
الكبير على انحراف الكل فقد كتب الندوي كتاباً في نقد التفسير السياسي للإسلام انتقد
فيه تفسير المودودي وسيد قطب للإسلام ، واعتبره تفسيراً حادثاً يختزل الإسلام بالسياسة

فكيف تثني يا شيخ سعيد على الجميع ، وهم مختلفون في تفسير الإسلام

وحتى القرضاوي الذي يذكره سعيد بن مسفر وينصح بكتبه ويثني على عقيدته ،
وقد قرظ القرضاوي قريباً كتاباً في التفويض !، القرضاوي نفسه يشهد على سيد قطب بأن
كتبه تنضح بالتكفير ، وأنها تدعو إلى تأجيل دراسة الفقه الإسلامي !

قال القرضاوي في كتابه “أولويات الحركة الإسلامية ” ص110 :

…”في هذه المرحلة ظهرت كتب الشهيد سيد قطب، التي تمثل المرحلة الأخيرة
من تفكيره، والتي تنضح بتكفير المجتمع، وتأجيل الدعوة إلى النظام الإسلامي بفكرة تجديد
الفقه وتطويره، وإحياء الاجتهاد، وتدعو إلى العزلة الشعورية عن المجتمع، وقطع العلاقة
مع الآخرين، وإعلان الجهاد الهجومي على الناس كافة، والإزراء بدعاة التسامح والمرونة،
ورميهم بالسذاجة والهزيمة النفسية أمام الحضارة الغربية، ويتجلى ذلك أوضح ما يكون في
تفسير “في ظلال القرآن” في طبعته الثانية، وفي “معالم في الطريق”،
ومعظمه مقتبس من الضلال، وفي “الإسلام ومشكلات الحضارة”، وغيرها، وهذه الكتب
كان لها فضلها وتأثيرها الإيجابي الكبير؛ كما كان لها تأثيرها السلبي”

فكيف تنصح المبتدئين بكتب تنضح بالتكفير كما شهد بذلك القرضاوي الموثوق
بعقيدته عندك !

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم