قال الدكتور مأمون عبد السلام في مقال له بعنوان الخصيان
أصل العادة وتاريخها وانتشارها نشر في مجلة الرسالة بتاريخ بتاريخ: 13 – 04 – 1936 العدد 145 :” وقد رجع بعض العرب إبان الحرب الوهابية الأولى إلى عادتهم في الجاهلية وهي خصاء الأسرى، وذلك أن الشريف غالب أمير مكة أسر أربعين رجلا من قبيلة يمنية وهي قبيلة تدين بالمذهب الوهابي، وكان في حرب معهم فأمر بأن يخصوا ثم يفك أسرهم فماتوا من جراء ذلك سوى اثنين رجعا إلى قبيلتهما بعد أن التأمت جراحهما؛ وقد امتلأ قلباهما بالحقد والضغينة فقتل أحدهما ابن عم الشريف غالب في إحدى المعارك، وأما الآخر فقتل وهو يحاول اقتحام خيل الشريف ليقتله بنفسه”
ذكرت هذا لأن هناك طريقة عجيبة في قراءة التاريخ عند بعض الناس يذكر ما فعل زيد في عمرو وينسى ما فعل عمرو في زيد وهكذا ثم يخرج بنتائج غريبة مع الانفصال التام عن واقع العصر وضروراته
قال سليمان بن سحمان في الضياء الشارق :” وكذلك ما جرى في حرب أشراف مكة لهذه الدعوة الإسلامية، والطريقة المحمدية، وذلك أنهم من أول من بدأ المسلمين بالعداوة، فحبسوا حاجّهم فمات في الحبس منهم عدد كثير، ومنعوا المسلمين من الحج أكثر من ستين سنة، وفي أثناء هذه المدة سار إليهم الشريف غالب بعسكر كثيف، وكيف عنيف، وقدم أخاه عبد العزيز قبله في الخروج، فنزل قصر بسام، فأقام مدة يضرب بالمدافع والقنابل، وجر2 عليه الزحافات، فأبطل الله كيده على هذا القصر الضعيف بناؤه، القليل رجاله، فرحل منه ووافى غالباً ومعه أكثر الجنود، ومعه من الكيد مثل ما كان مع أخيه أو يزيد، فنزلوا جميعاً “الشعراء” فجد في حربهم بكل كيد، فأعجزه الله تعالى عن ذلك البناء الضعيف الذي لم يتأهب أهله لحرب بالبناء والسلاح، فأبطل الله كيده، ورده عنهم بعد الإياس”
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما في الدرر السنية (4/294) :” فمن عرف هذه المسألة، وعرف البردة ومن فتن بها، عرف غربة الإسلام، وعرف أن العداوة، واستحلال دمائنا وأموالنا ونسائنا، ليس عند التكفير والقتال؛ بل هم الذين بدؤونا بالتكفير والقتال”
وجاء في كتاب آلام الإخوان لإبراهيم الدميجي : ولما قال خالد بن لؤي للشريف حسين _ حفيد غالب _ : يا سيدي نريد قاضيا يحكم بالشرع أجابه حسين بقوله : لا يا خالد بل احكموا بسلومكم وسلوم آبائكم
وليعلم أنه كان من الأشراف من هو على السنة