الرد على الدكتورمحمود الرضواني في قوله أن إثبات الجلوس لله تجسيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال الدكتور  محمود الرضواني  في كتابه أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب المقدس!:

 “..ومن ثم استبعدنا من الإحصاء
الأسماء التي وردت بصيغة يفهم منها التشبيه والتجسيم كاسم الجالس والمتربع والماشي
والمتسلط والمحامي والقاضي والبطيء والممتلئ والمزحزح والمزعزع والفاعل وغيرها؛ لأن
الكمال إنما يكون في كونها أفعالا مقيدة بمفعولاتها”.

وقال أيضاً في الكتاب المذكور:

“ومن ثم استبعدنا من الإحصاء الأسماء التي وردت بصيغة يفهم منها التشبيه
والتجسيم كاسم الجالس في قول الكتاب المقدس: (16سَيُباغِتُ الموتُ أَعدائي،فيَهبِطونَ
أحياءً إلى عالَمِ الأمواتِ، لأنَّ الشَّرَ في وَسَطِ مَساكِنِهِم. 17أمَّا أنا فإلى
اللهِ أصرُخ والرّبُّ الإلهُ هوَ الذي يُخلِّصُني. 18مساءً وصباحًا وظُهرًا أشكو وأنوحُ
فيَسمَعُ صوتي. 19يفتديني بسلامِ إذا اَقتربوا ووقفوا بكَثرةٍ حَولي. 20 اللهُ الجالسُ
مُنذُ الأزَلِ يسمَعُ لي فَيُذِلُّهُم، لأنَّ لا عَهدَ لهُم،ولا هُم يَخافونَ اللهَ)”.

أقول : هذه نفثة تجهم فإن صفة الجلوس سواءً ترجح عندك إثباتها أو لم يترجح
لا يجوز لك وصفها بالتجسيم فإن استلزام التجسيم في إثبات الصفات لوثة معطلة، وقد أثبت
هذه الصفة عدد من أئمة أهل السنة ولم يصفهم أحد بالتجسيم وقد ذكرتهم في مقال (دفع تشنيع
الأحباش على أهل السنة في صفة الجلوس).

قال ابن تيمية  في شرح حديث النزول ص149: “وإذا كان قعود الميت في
قبره ليس هو مثل قعود البدن فما جاءت به الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم من لفظ
” القعود والجلوس ” في حق الله تعالى كحديث جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه
وحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيرهما أولى أن لا يماثل صفات أجسام العباد”.

وفي هذا الرد على قول الدكتور أن إثبات الجلوس يستلزم التجسيم أو التشبيه،
وكذلك المشي وما سواها لا يلزم فيه ما ذكره هداه الله.

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم