التنبيه على قول الشيخ عبد العزيز الراجحي ( المذهب الزيدي معترف به )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال الراجحي في شرح الرد على الجهمية الزنادقة :” جاء في بعض الكتب
أن المذاهب الفقهية في الإسلام خمسة: وهي الحنفي، والمالكي، والشافعي، والحنبلي، والجعفري،
فما صحة ذلك؟

الجعفري “الرافضة” لا. بعضهم أضاف الزيدي.

المذهب الخامس الزيدي. نعم معترف به، الزيدية مبتدعة. أما الجعفرية رافضة،
والرافضة لا يعتد بأقوالهم ولا كلامهم؛ لأن الرافضي وهو الإمامي لهم أسماء الجعفرية
نسبة إلى جعفر الصادق، ويسمون إمامية ويسمون اثني عشرية، ويسمون رافضة، هذه الأسماء
كلها لمسمى واحد هم الرافضة الذين يسبون الصحابة ويكفرونهم ويفسقونهم، وهذا ردة عن
الإسلام، لكن المذهب الخامس زيدي وليس الجعفري”

أقول : يغفر الله للشيخ فإن هذا الجواب غير محرر فتخصيص الرافضة بعدم الاعتداد
يفهم أن الزيدية معتد بهم وهذا المفهوم أكده الشيخ بمنطوقه ، والحق أن المذهب الزيدي
يشترك مع المذهب الرافضي بأنه فيه ردة

فإن الزيدية ينكرون الرؤية والعلو ويقولون بخلق القرآن وهذه كلها بدع مكفرة

وحتى سب الصحابة فإنهم يقعون في عثمان ومعاوية على وجه التدين والاستحلال
وهذا ردة

قال ابن حمدان الحنبلي في نهاية المبتدئين‏:‏ “من سَبَّ أحدًا من
الصحابة مُستحلًا؛ كفر، وإن لم يستحلّ فسق، وعنه‏:‏ يكفر مطلقًا، ومن فَسَّقهم، أو
طعن في دينهم، أو كفَّرهم؛ كفر”

وقال شيخ الإسلام في الصارم المسلول :” فيحتمل أن يحمل قوله:
“ما أراه على الإسلام” إذا استحل سبهم بأنه يكفر بلا خلاف”

والمذهب مؤسسه على التحقيق رافضي !

قال محقق المسند في ص34 :” أرويه من عشر_ كذا _ طرق عن عشرة من مشائخي
من علماء صنعاء اليمن، منها قراءة من اوله إلى آخره بالسماع من لفظ شيخنا علامة المعقول
والمنقول القاضي حسين بن علي العمري حفظه الله تعالى، في شهر ذي القعدة سنة 1315. وهو،
حفظه الله، يرويه من طرق، منها قراءة على شيخه السيد العلامة علم الاسلام قاسم بن حسين
بن المنصور، رحمه الله، وهو يرويه قراءة عن شيخه الفقيه العلامة حسين بن عبد الرحمن
الاكوع، عن القاضي العلامة عبد الله الغالبي، عن السيد احمد بن يوسف زباره، عن أخيه
الحسين زباره عن ابيه عن جده الحسين بن احمد زباره، عن احمد بن صالح ابي الرجال، عن
القاضي احمد بن سعد الدين المسوري، عن الامام المؤيد بالله محمد بن القاسم عن ابيه
المنصور بالله القاسم بن محمد، عن السيد امير الدين بن عبد الله، عن السيد احمد بن
عبد الله، عن الامام شرف الدين، عن السيد صارم الدين، عن المطهر بن محمد بن سليمان،
عن المهدي احمد بن يحيى، عن الفقيه محمد بن يحيى، عن القاسم بن احمد حميد عن ابيه،
عن المنصور بالله عبد الله بن حمزة، عن محيي الدين وعمران ابي الحسن، عن القاضي جعفر
بن احمد، عن احمد بن ابي الحسن الكني، عن زيد بن الحسن البيهقي، عن الحاكم ابي الفضل
وهب الله بن الحاكم ابي القاسم الحسكاني، عن الحافظ ابي سعيد عبد الرحمن النيسابوري،
عن ابي الفضل محمد بن عبد الله الشيباني، عن عبد العزيز ابن اسحق، عن علي بن محمد بن
كاس النخعي، عن سليمان بن ابراهيم المحاربي، عن نصر بن مزاحم المنقري، عن ابراهيم بن
الزبرقان التيمي، عن ابي خالد عمرو بن خالد الواسطي، عن الامام الشهيد الولي زيد بن
علي رضي الله عنهم “

قلت : اشتهر عند الباحثين إعلال هذا السند بعمرو بن خالد الواسطي الكذاب
، غير أن السند إليه لا يصح بل فيه نصر بن مزاحم المنقري

قال أبو حاتم كما في الجرح والتعديل (8/468) : “واهي الحديث متروك
الحديث لا يكتب حديثه كان شبه عريف مات قبل دخولنا الكوفة”.

قال الخطيب في تاريخ بغداد (13/ 282) :” وحدثنا عبد العزيز بن احمد
الكتاني حدثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني حدثنا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي حدثنا
القاسم بن عيسى العصار قالا حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال نصر بن مزاحم العطار
كان زائغا عن الحق مائلا قلت أراد بذلك غلوه في الرفض أخبرني محمد بن علي المقرئ أخبرنا
أبو مسلم بن مهران أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال قال صالح بن محمد نصر بن مزاحم
روى عن الضعفاء أحاديث مناكير حدثني احمد بن محمد الغزال أخبرنا محمد بن جعفر الشروطي
أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين الحافظ قال نصر بن مزاحم غال في مذهبهغير محمود في
حديثه”.

وقال ابن عدي في الكامل (7/37) :” وهذه الأحاديث لنصر بن مزاحم مع
غيرها مما لم اذكرها عن من رواها عامتها غير محفوظة”، وقال الذهبي في الميزان
:” رافضي جلد ، تركوه ” ونقل عن أبي خيثمة تكذيبه.

ونصر هذا مترجم في كتب الروافض على أنه منهم قال النقراشي في رجاله في
( 5/ 11) :” نصر بن مزاحم المنقري: العطار، أبو المفضل ، كوفي، مستقيم الطريقة
صالح الأمر، غير أنه يروي عن الضعفاء ” وهذا مضمون ترجمته في عدد من كتب الروافض”.

والزيدية على التحقيق رافضة

قال الإمام حرب الكرماني في عقيدته: “ومن السنة الواضحة البينة الثابتة
المعروفة ذكر محاسن أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كلهم أجمعين، والكف عن
ذكر مساوئهم والذي شجر بينهم، فمن سب أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، أو أحدًا
منهم، أو طعن عليهم، أو عرض بعيبهم أو عاب أحدًا منهم بقليل أوكثير، أو دق أو جلمما
يتطرق إلى الوقيعة في أحد منهم فهو مبتدع رافضي خبيث مخالف لا قبل الله صرفه ولا عدله
بل حبهم سنة، والدعاء لهم قربه، والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآثارهم فضيلة”.

وهم مع ذلك قدرية ووعيدية ، وكون الرافضة أكفر منهم ( بل أكفر من اليهود
والنصارى ) فهذا لا يعني الاعتداد بهم في الخلاف الفقهي

ومذهبهم غير مبني على أصول صحيحة حتى يفرق بينه وبين مذهب الرافضة في الاعتداد
فكلا المذهبين غير معتد به ، ولا يعتد بالمبتدعة في مسائل الإجماع والخلاف إلا ابن
حزم

ويدفع قوله ما روى مسلم في صحيحه 4988- [170-1920] حَدَّثَنَا سَعِيدُ
بْنُ مَنْصُورٍ ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالُوا
: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، وَهُوَ ابْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ
، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ ، عَنْ ثَوْبَانَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ
، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ.

وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ قُتَيْبَةَ : وَهُمْ كَذَلِكَ.

فالحق لا يخرج عن الطائفة المنصورة والفرقة الناجية أهل الحديث

 وقال ابن حجر في شرح البخاري (3/91) :” وَأَمَّا قَوْل اَلنَّوَوِيّ فِي شَرْحِ الْمُهَذَّبِ أَجْمَعُوا عَلَى اِسْتِحْبَابِهِ وَنَقَلَهُ اِبْن الْمُنْذِرِ وَنَقَلَ الْعَبْدَرِيّ عَنْ الزَّيْدِيَّةِ أَنَّهُ لَا يَرْفَعُ , وَلَا يُعْتَدُّ بِخِلَافِهِمْ”

ويبدو أن الشيخ الراجحي لم يكن مستحضراً لحقيقة أقوال الزيدية
، كما أنه لما سئل عن الإباضية لم يكن مستحضراً

إذ أنه لما سئل عن الإباضية وحكم الصلاة خلفهم قال  الراجحي
:”

الإباضية طائفة من الخوارج والمعروف عند جمهور العلماء أن الخوارج مبتدعة
وليسوا كفارًا، كما نقل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وقال: إن الصحابة عاملوا الخوارج
معاملة المبتدعة ولم يعاملوهم معاملة الكفار. سُئِلَ الإمام علي عن الخوارج أهم كفار؟
قال: من الكفر فروا”

وفات الشيخ  أن الإباضية اليوم يقولون بخلق القرآن وينفون الرؤية
وينكرون صفة العلو وغيرها من الصفات ، فلا ينزل عليهم الكلام الذي قيل في الخوارج الأوائل
، وقد أفتت اللجنة الدائمة بعدم جواز الصلاة خلفهم

والسلف لا يختلفون في عدم صحة الصلاة خلف من يقول بخلق القرآن لا أجد في فتاويهم ما يناقض ما ذكرته هنا بل إن الإمام أحمد لا يصحح الصلاة خلف اللفظية فكيف بالجهمية الصرحاء كالإباضية 

ومذاهب الأخيار كسفيان والأوزاعي والليث أولى بالاعتداد من هذا المذهب
السوء

بل حتى مذهب الظاهرية أولى منه

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم