قال محمد بن صالح العثيمين في الشرح الممتع (5/207) :
” قوله: “وعلى الغاسل ستر ما رآه إن لم يكن حسنا” ، أي:
على غاسل الميت ستر ما رآه من الميت إن لم يكن حسنا، فربما يرى منه ما ليس بحسن، إما
من الناحية الجسدية، وإما من الناحية المعنوية، فقد يرى – والعياذ بالله – وجهه مظلما
متغيرا كثيرا عن حياته، فلا يجوز أن يتحدث إلى الناس، ويقول: إني رأيت وجهه مظلما؛
لأنه إذا قال ذلك ظن الناس به سوءا.
وقد يكون وجهه مسفرا حتى إن بعضهم يرى بعد موته متبسما فهذا لا يستره.
أما السيء من الناحية الجسدية: فإن الميت قد يكون في جلده أشياء من التي
تسوؤه إذا اطلع الناس عليها، كما قال الله تعالى في قصة موسى: ( تخرج بيضاء من غير
سوء)
أي: قد يكون فيه برص يكره أن يطلع
الناس عليه، فلا يجوز للإنسان أن يقول: رأيت فيه برصا، وقد يتغير لون الجلد ببقع سوداء،
والظاهر – والله أعلم – أنها دموية، فلا يذكرها للناس بل يجب أن يسترها.
قال العلماء: إلا إذا كان صاحب بدعة، وداعية إلى بدعته ورآه على وجه
مكروه، فإنه ينبغي أن يبين ذلك حتى يحذر الناس من دعوته إلى البدعة؛ لأن الناس إذا
علموا أن خاتمته على هذه الحال، فإنهم ينفرون من منهجه وطريقه، وهذا القول لا شك قول
جيد وحسن؛ لما فيه من درء المفسدة التي تحصل باتباع هذا المبتدع الداعية، وكذا لو كان صاحب مبدأ هدام كالبعثيين والحداثيين “
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم