لابُدَّ للروحِ أن تنأى عن الجسدِ … فلا تخيِّمْ على الأضغانِ والحَسَدِ.
وهذا المعنى في الآثار
قال أحمد في الزهد 2309 – حدثني حجاج، عن المسعودي، عن ابن عتبة، عن رجاء بن حيوة قال: «ما أكثر رجل ذكر الموت إلا ترك الفرح والحسد»
وعنى بالفرح هنا كان مقترنًا بالبطر ونسيان الحظ من الآخرة وكثير من الناس إذا فتح له باب نعمة حمله ذلك على الركون للدنيا ونسيان حظه من الآخرة وما النعمة إلا هبة الوهاب فاطمع بالنعمة الكاملة النقية في جنة الخلد واعمل صالحا لنيل ذاك واعتبر هذا الذي بين يديك فألا حسنا فحسب
وفي الحلية لأبي نعيم حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قال: ثنا أحمد بن بهمرد، قال: ثنا أحمد بن روح الأهوازي قال: ثنا عثمان بن عمر، قال: ثنا يونس بن عبيد قال: قال: ” ثلاثة كلهم قولا لا يتهم عليه، قال ابن سيرين: ما حسدت رجلا قط، إن كان رجلا من أولياء الله فكيف أحسده على شيء من حطام الدنيا.
أقول : وإذا كان من أعداء الله فعلام تحسده على استدراج ونعمة يعقبها نقمة والنعمة التي لا يحسن العبد شكرها هي ابتلاء في الحقيقة
مفارقة الروح للجسد ( الموت ) لم يعد ملفا وعظيا خالصا ، بل صار مفتاح إصلاح الخلل الفكري عند كثير من الناس ممن يتخيل أنه خالد في هذه الدنيا ثم يطلب جنة فيها ، ثم يحاسب الدين على أنه لا يضمن جنة في هذه الدنيا ويتخيل هذه الجنة في منظومات تعده بهذه الجنة ( ولا يمكنها الوفاء بالوعد ) ويتولد عن كل ما سبق أهواء كثيرة تتغلف بشبهات هي أغاليط عند كل من أنصف فانظر كيف بدأ أمر من نسيان الحقيقة التي لا يختلف عليها الناس أَن هناك موتا ! وانتهى إلى إنكار الحقائق الشرعية أو التحامل عليها أو استثقالها ميلًا لتلك المنظومات المضللة والتي كان من رحمة الله أنها لا يمكنها الوفاء بما تدعي من الوعود بل هي خيال جامح فحسب ولو صدقت لما جاز اتباعها فما بالك والحال هذه ؟