كثير من المشاهير وخصوصاً النساء منهن ومن يخرج نساءه منهم يذنبون كثيراً، ويذنب الناس بهم كثيراً.
فكثير من الناس يعلقون عليهم بالنقد والسب، وذلك ينفعهم لأنه يرفع موادهم، حتى إن كثيراً منهم يستفزون الناس ليحصلوا هذا أو ليرفعوا عليهم القضايا.
ومنهم من تخرج له فضيحة فيتداولها الناس ويتكلمون عنها فتكون سيئات جارية.
وكم أُشفق على من يساهم في رفع هذه الأمور، فيكون عليه وزرها ووزر من نظر إليها، حتى من يزعم منهم نقد الأمر وتقويمه بهذه الطريقة، طريقة نشر الصور والفيديوهات المحتوية على المحرمات، هو مشارك بالإثم.
غير كثرة الإشاعات التي تحيط بالأمر والقيل والقال؛ وبذلك تذهب أوقاتٌ كثيرة بغير نفع.
في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه قال: «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز».
ومفهومه أن ما لا ينفعك ابتعد عنه، وقد جاء هذا المفهوم في حديث آخر: «إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» وهو من مراسيل علي بن الحسين (واستشهد به مالك، وهذا يدل على أن قاعدة أهل العلم في الفضائل التسامح في الأسانيد).
وقد أحسن الإمام مالك لما سرد عدة أخبار في حفظ اللسان فقال رحمه الله في باب حفظ اللسان من كتابه «الموطأ»: “قال الرسول ﷺ: إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يلقي لها بالا، يهوي بها في نار جهنم.
وقال ﷺ: من وقي شر اثنين ولج الجنة: ما بين لحييه وما بين رجليه.
وقال: أكثر الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضا في الباطل.
وقال: التقي ملجم لا يتكلم بكل ما يريد.
وقال عليه الصلاة والسلام: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
وقال عيسى بن مريم صلى الله على نبينا وعليه: لا تكثروا الكلام بغير
ذكر الله فتقسو قلوبكم فإن القلب القاسي بعيد من الله تعالى».
قال مالك: «من لم يعد كلامه من عمله كثر كلامه».
ويقال: «ومن علم أن كلامه من عمله قل كلامه».
قال مالك: «ولم يكونوا يهذرون الكلام هكذا. ومن الناس من يتكلم بكلام شهر في ساعة». أو كما قال.
قال مالك: «وكان الربيع بن خيثم أقل الناس كلاما»”.
مواقع التواصل الاجتماعي لمن أحسن استخدامها قد تكون باباً للحسنات الجارية والانتفاع العظيم، فما أكثر الكتب والدروس التي توفرت على الإنترنت، وكان المرء قبل زمن لا تجتمع عنده حتى يبذل فيها أموالاً تعادل ثروة، وهي لمن أساء قد تكون باباً للسيئات الجارية، فانظر أين محلك؟
وهؤلاء المشاهير أنتم لا تشاركونهم في أموالهم التي يحصلونها من شهرتهم؛ ولكن تشاركونهم الإثم، فما بالكم لكم الغرم دون الغنم؟